صرح رئيس تحرير صحيفة "التيار" المستقلة، عثمان الميرغني، بأن قوات الأمن السودانية صادرت عدد الصحيفة أمس الأحد كاملاً، وهو ما يأتي في إطار حملة على الإعلام قبل انفصال الجنوب. هذا ويكفل الدستور السوداني حرية الصحافة، لكن عدة صحفيين احتجزوا دون تهمة في الشهور الأخيرة وكثيرًا ما تخضع الصحف لرقابة مباشرة. حسبما أفادت وكالة "رويترز". وقال الميرغني، إن الشرطة جاءت إلى مقر الصحيفة بعد منتصف الليل وصادرت كل النسخ بعد الانتهاء من طباعتها دون أن تقدم أي تفسير، وتابع إن السلطات لم تبلغ الصحيفة بسبب مصادرة العدد، مضيفًا أن الهدف على الأرجح هو إظهار عدم رضاها عن تغطية الانتخابات التي ستجرى اليوم الاثنين في ولاية جنوب كردفان. هذا وقد أثارت الانتخابات في الولاية مخاوف أمنية لحزب المؤتمر الوطني المهيمن في شمال السودان، حيث إنها تحوي معظم النفط الذي سيتبقى للشمال بعد انفصال الجنوب، لكن الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في الجنوب تتمتع بتأييد قوي فيها، ولم يتسن على الفور الاتصال بقوات الأمن السودانية للتعليق على مصادرة عدد الصحيفة، وهو إجراء من شأنه أن يكبدها خسارة مالية كبيرة. كما قالت صحيفتان معارضتان الشهر الماضي إنهما ستعلقان صدورهما بعد أن صادرت السلطات أعدادا منهما. وفي نفس السياق عبرت جماعات لحقوق الإنسان عن قلقها بشأن الحملة على الحريات في شمال السودان قبل انفصال الجنوب. وأضافت إن الشرطة سحقت احتجاجات صغيرة مناهضة للحكومة، وأن بعض النشطاء تعرضوا للاعتقال والتعذيب.