●●قطعة من المهارة زينت مباراة برشلونة وريال مدريد فى نهاية أشهر ديربى.. القطعة قدمها ليونيل ميسى الذى جرى بالكرة وراوغ أربعة مدافعين، وتلاعب بالكرة بين قدميه 7 أو 8 مرات ثم سجل الهدف الثانى.. لا جديد إذن من ميسى.. إنه رائع فى السيطرة على الكرة، كما يفعل دائما، وساهم فى صناعة بعض الفرص لزملائه كما يفعل دائما، وسجل، كما يفعل دائما. إلا أن الكلاسيكو الشهير كان فيه الكثير من السم أو جانب مظلم، فقد حقق برشلونة انتصاره فى مقر ريال مدريد بتكلفة عالية على حساب جمال اللعبة، وشهد اللقاء فى أحيان ما أسوأ ما فى كرة القدم من غلظة، وقبح، وغش، وخداع، وتمثيل.. ولولا الحكم الألمانى العملاق ولفجانج ستارك لأصبح العنف صريحا.. فهو لم يحتسب ضربة جزاء لبرشلونة، وكان حاسما فى طرد بيبى، كما هدد اللاعبين بالطرد بين الشوطين وبعد انتهاء المباراة. ●●الكلاسيكو ينقسم إلى جزءين. الأول حين ترك ريال مدريد منافسه برشلونة يمتلك الكرة فى منتصف الملعب كما يشاء والثانى بعد طرد بيبى، وهو ما سمح بمزيد من المساحة وحرية الحركة لكل من ميسى وتشابى أفضل لاعبى برشلونة. بينما لم ينجح جوزيه مورينيو فى مواجهة هذا النقص العددى فى فريقه واكتفى بكتابة ورقة لمساعده بعد طرده، بدت مثل ورقة الخريف التى تسقط من أعلى الشجرة، ميتة لا قيمة لها. ●●الاستحواذ كان لمصلحة برشلونة بنسبة 72% مقابل 28 % لريال مدريد. وهذا يختصر صورة المباراة. فلم يتخل الفريق الكاتالونى عن أسلوبه الهجومى وتبادل الكرة، بحثا عن السيطرة، وصناعة المساحات، وإحباط الخصم.. وحين بدأت المباراة كنا نتساءل كيف سيلعب ريال مدريد؟ هل سيترك برشلونة يستحوذ على الكرة فى ملعبه كما حدث فى مباراة العودة بالدورى الإسبانى التى انتهت بالتعادل أم سيضغط على منافسه، وسيضيق المساحات كما فعل فى نهائى الكأس؟ ترك مورينيو برشلونة يمارس أسلوبه كما يشاء.. وهو ما لم يتخل عنه جوارديولا الذى كان صرح قبل اللقاء: «لا أستطيع تغيير أسلوبى، ولا يمكننى نقل ما لا أشعر به للاعبين. سوف نهاجم ونلعب أفضل». ●●عند انتهاء المباراة بالهزيمة أطلق مورينيو تصريحا قد يكلفه الكثير، لاتهامه الاتحاد الأوروبى بترتيب فوز برشلونة، لطرد بيبى.. وهو سبق أن قال إنه يدرب فريقه على اللعب بعشرة لاعبين كلما واجه برشلونة. وعلى الرغم من مرارة الهزيمة، وقف أنصار ريال مدريد يغنون نشيد ناديهم: «أمجاد الرياضة التى صنعها بطل إسبانيا.. وحده ريال مدريد الغنى عن التعريف.. النادى الشجاع والمحارب النبيل». وللنشيد بقية.. لكن المهم أن الجمهور لم يضرب لاعبيه ولم يسبهم، ولم يستل لهم السكاكين، ولم يشعر مشجع واحد بالندم لأنه أحب وعشق وناصر ريال مدريد. وتمضى الأيام والأشهر والسنوات والفصول.. ومازلت أنتظر اليوم الذى تدخل فيه الرياضة ملاعبنا.. اللهم نسألك الصبر والسلوان؟