أكد عدد من الخبراء والمفكرين السياسيين ضرورة السعي إلى تحقيق رقابة فعالة على العملية الانتخابية، باعتبارها مقوما أساسيا، لضمان نزاهة الانتخابات، وتعزيز الثقة ليس فقط في العملية الانتخابية، ولكن في العملية السياسية بأسرها. جاء ذلك خلال ندوة استضافها المركز الدولي للدراسات المستقبلية والإستراتيجية بمقره بالقاهرة، بعنوان "أساليب المراقبة الفعالة للعملية الانتخابية"، تضمنت عدة محاور ركزت على دور أجهزة الأمن والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني في تحقيق الانضباط في العملية الانتخابية، وكذلك دور المراقبة الشعبية وضوابط المراقبة الدولية. وشدد الدكتور عادل سليمان، المدير التنفيذي للمركز، على أن الانتخابات تعتبر إحدى دعائم الديمقراطية، وآلية هامة لوصول الأكثر كفاءة وشعبية إلى المواقع القيادية، ومنها عضوية البرلمان. وقال: إن الرقابة تتضمن التأكد من سير العملية الانتخابية وفق القوانين والإجراءات، واحترام حق المواطن في الترشح والاختيار الحر، وتساوي فرص المرشحين في الدعاية، ومتابعة عملية فرز الأصوات، والإعلان عن النتائج، والمواطن هو المسئول الأول عن الرقابة على الانتخابات إلى جانب منظمات المجتمع المدني، كما تقبل العديد من الدول الرقابة الدولية على الانتخابات. ولفت سليمان إلى أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية في ظل مناخ انفتاح سياسي أفرزته ثورة 25 يناير وفي ظل أهمية خاصة للبرلمان القادم، والذي سيكون منوطا به تشكيل جمعية تأسيسية لوضع دستور للبلاد يؤسس للنظام السياسي الجديد، فإن سلامة العملية الانتخابية ونزاهتها تصبح أمرا شديد الأهمية. شارك في الندوة الدكتور بهجت قرني أستاذ العلاقات الدولية ومدير منتدى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والدكتور مجدي عبد الحميد رئيس "جمعية النهوض بالمشاركة المجتمعية"، والكاتب والمفكر الدكتور رفيق حبيب، والدكتور محسن عوض أمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان، والمستشار محمد جاد الله نائب رئيس مجلس الدولة، والخبير الدولي في حقوق الإنسان، والذي تحدث حول تقنين دور مؤسسات المراقبة الدولية. كما شارك في الجلسة الثانية الدكتور نشأت الهلالي، مساعد وزير الداخلية السابق، حيث دارت مناقشته حول دور وزارة الداخلية وأجهزة الأمن المختلفة في ضمان تحقيق المراقبة الفعالة بالاستفادة من تجارب مختلفة داخلية وخارجية، والدكتور أيمن عبد الوهاب الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، حيث تحدث حول المراقبة الشعبية ومراقبة مؤسسات المجتمع المدني، والدكتور كمال القاضي الأستاذ بكلية الآداب قسم الإعلام بجامعة حلوان، والذي تحدث عن دور وسائل الإعلام المختلفة المحلية والدولية في متابعة ومراقبة العملية الانتخابية، كما تحدث حازم منير عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان. وتعد هذه الندوة الأسبوعية هي الرابعة ضمن برنامج شمل شهر أبريل الجاري، في إطار مشروع بحثي رئيسي عن ثقافة الانتخابات تحت عنوان "رأيك.. مستقبلك.. نحو انتخابات حرة ونزيهة". حيث كانت الندوة الأولى قد جرت بعنوان "تعظيم الدور السياسي للشباب.. الآليات والتحديات"، والثانية بعنوان "أساليب ونظم التصويت والفرز في الانتخابات". أما الندوة الثالثة في الأسبوع الماضي فكانت بشأن "العوامل السلبية المؤثرة على العملية الانتخابية وسبل التعامل معها"، حيث اشترك في المناقشات الكثير من الشخصيات التي تعبر عن جميع أطياف المجتمع المصري، سواء من أساتذة الجامعات أو من الأحزاب التقليدية أو الأحزاب تحت التأسيس ومن منظمات المجتمع المدني.