بعد تأكيدات حاسمة، قبيل وأثناء جولة خليجية لرئيس الوزراء عصام شرف، أن أمن دول الخليج العربي هو "خط أحمر" بالنسبة لمصر، من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية نبيل العربي بنظيره الإيراني علي أكبر صالحي على هامش أعمال الاجتماع الوزاري لدول عدم الانحياز في مايو القادم ليكرر له مرة أخرى، حسب دبلوماسي مصري متابع لملف علاقات مصر وإيران، أن التزام مصر بأمن الخليج العربي هو التزام قومي وليس التزاما مرتبطا بنظام بعينه. لقاء العربي وصالحي، حسب الدبلوماسي نفسه، يأتي "بالأساس" كون مصر وإيران وكوبا تشترك في ترويكا عدم الانحياز، اللقاء سيكون فرصة للتشاور حول حال ومستقبل العلاقات بين القاهرةوطهران في ضوء مصالح واهتمامات الطرفين، كما أضاف الدبلوماسي نفسه. وفي حديثه المنشور مع الشروق، اليوم الأربعاء، قال العربي:إن دول الخليج لا تبدي حساسية مبالغ فيها بالنظر إلى ما أعلنه عن توجه مصر إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية بشأن إيران في وقت ما زالت فيه دول الخليج المجاورة لإيران تعرب فيه عن هواجس، بعضها سياسي وبعضها أمني حول المواقف التي تتخذها طهران إزاءها. وأشار وزير الخارجية إلى أن مصر تفتح صفحة جديدة مع جميع الدول، وإن كانت لم تقرر بعد رفع العلاقات دبلوماسية مع إيران، لتكون شأنها في ذلك شأن دول الخليج العربي ذاتها، وأن أي تقارب يقوم بين القاهرة وأي عاصمة أخرى لا يمكن أبدا أن يكون انتقاصا من التزام مصر بدعم القضايا والحقوق العربية، مشيرا إلى أن هذا الموقف واضح وبلا أي لبس أمام دول الخليج. كما قال العربي: إنه يعتزم لقاء نظيره الإيراني الشهر المقبل على هامش أعمال مؤتمر لوزراء خارجية دول عدم الانحياز، وأن هذا اللقاء سيكون فرصة لنقاش حول الخطوات المقبلة في العلاقات بين البلدين. وشارك العربي مع شرف جولة خليجية بدأت الاثنين الماضي، وشملت السعودية والكويت لتصل، اليوم الأربعاء، إلى محطتها الثالثة قطر، كما يعمل العربي على الترتيب لجولة خليجية قادمة خلال الأسابيع القليلة القادمة، تشمل الإمارات العربية المتحدة والبحرين وسلطنة عمان. ويقول دبلوماسي مصري متابع لشأن العلاقات المصرية مع دول الخليج العربي: "إن حرص مصر على العلاقات مع دول الخليج العربي مرتبط بمصالح مصر، ولقد أبلغنا كل دول الخليج العربي بدون استثناء من خلال العديد من القنوات الدبلوماسية بهذا الأمر، وأكدنا أن مصر لا تسعي إلى حلف إستراتيجي مع إيران، ولكن لمجرد تمثيل دبلوماسي اعتيادي".