وجه الدكتور رشاد بيومي، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وأستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، انتقادات لاذعة إلى مشروع ممر التنمية، الذي أعلن عنه الدكتور فاروق الباز، عالم الجيولوجيا المصري، واصفا المشروع بأنه "لا يقوم على أي أساس علمي أو إستراتيجي"، وأعلن رفضه واستنكاره وإبراء ذمته من اعتبار الباز للمشروع رمزا للخلاص مما تعاني منه البلاد، وفقا لما قال: إنها "أصول علمية وإستراتيجية" اعتمد عليها قبل أن يعلن رأيه. وأبدى بيومي أسفه لتوجيه كل مشاريع التنمية خلال الفترة الماضية إلى الصحراء الغربية، مثل فوسفات أبو طرطور وتوشكى وشرق العوينات، التي صرفت عليها عشرات المليارات دون جدوى، مؤكدا أن منطقة غرب النيل صحراء تغطيها هضاب من الحجر الجيري الذى لا يصلح للزراعة أو بحار الرمال التي تكثر فيها الكثبان الرملية، وهذه لا يمكن أن تكون أرضا صالحة للزراعة. وقال بيومي: إن مشروع ممر التنمية يعتمد على المياه الجوفية، وهو سبب كاف لفشل المشروع بحسب قوله، لأن التجارب العملية أثبتت أن المياه الجوفية في الصحراء الغربية توجد فى تراكيب الحجر النوبي، وقد تصل أعماق تلك التراكيب إلى أكثر من 500 متر، كما أن تلك المياه الجوفية عبارة عن مصايد لماء مخزون غير متجدد، حيث تنضب الآبار ويجف ماؤها بعد فتررة من الاستعمال، عكس الأماكن الأخرى القريبة من النيل حيث تتجدد من مياه النيل. وشبه بيومي مشروع الباز بمشروع الوادي الجديد في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عندما كانت الآبار فى أيامها الأولى تعطي كميات كبيرة من الماء، ما شجع على زراعة بعض المحاصيل ومنها القمح، ولم تمض إلا فترة، وبدأت كميات المياه تقل حتى نضبت تماما. وطالب بيومي بالاتجاه شرقا بمشروعات التنمية إلى سيناء، لأنها غنية بالسهول القابلة للزراعة، والتي يمكن توصيل الماء إليها من خلال ترعة السلام، كما أنها غنية بالخامات الإستراتيجية المهمة كالفحم والمنجنيز والحديد والسلكا والبترول وغيرها، حيث يمكن تنميتها لتصبح مجتمعا عمرانيا يستقطب ملايين المصريين بجهد وتكاليف أقل، لتصبح خط دفاع قوي أمام تطلعات إسرائيل في مصر.