رفض الثوار الليبيون أمس الاثنين، مقترح وفد الاتحاد الإفريقي بوقف إطلاق النار، جاء ذلك في إعلان رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، في مؤتمر صحافي عقده في بنغازي اثر لقائه وفد القادة الأفارقة، مؤكداً فيه رفض الثوار لأي وساطة لا تتضمن التنحي الفوري للزعيم الليبي معمر القذافي. وقال عبد الجليل إن القذافي نفسه "ضرب عرض الحائط" بهذه المبادرة، بعد أن طرحت للمرة الأولى الشهر الماضي، "من خلال الاستمرار في قصف المدنيين بالطائرات والراجمات ومحاصرة المدن". وأضاف "ومن ثم فان هذه المبادرة التي طرحت اليوم قد تجاوزها الزمن"، وتابع عبد الجليل "مطالب الشعب هي رحيل القذافي وأبنائه.أي مبادرة لا تحوي هذا المطلب غير جديرة بالالتفات إليها". وأكد أنه "على القذافي وأبنائه الرحيل فوراً إن أرادوا النجاة بأنفسهم". وجاءت تصريحات عبد الجليل بعد أن عرض وفد الوساطة الإفريقية على المجلس الانتقالي، بعد ظهر أمس الاثنين، خارطة الطريق التي أعدها لحل الأزمة في ليبيا، والتي تتضمن وقف إطلاق النار وإطلاق حوار يمهد لفترة انتقالية من دون تضمنها أي إشارة إلى رحيل فوري للقذافي. وكان الزعيم الليبي أعلن موافقته عليها أمس الأول الأحد. ويضم وفد الاتحاد الأفريقي رؤساء مالي أمادو توماني توري، وموريتانيا محمد ولد عبد العزيز، والكونغو دنيس ساسو نغيسو، وشارك أيضاً رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما، في مباحثات أمس الأول الأحد في طرابلس، إلا انه غادر ليبيا بعدها مباشرة لارتباطه ب"التزامات" أخرى ولم يزر بنغازي حيث مقر الثوار، وكان قد أعلن بعد المحادثات مع الزعيم الليبي إن "وفد (القذافي) وافق على خارطة الطريق مثلما عرضناها"، مضيفاً "سيتم تفصيل الحل المقترح في بيان"، وتابع انه "في هذا البيان سيتم توجيه نداء إلى الحلف الأطلسي من اجل أن يوقف قصفه (في ليبيا) لإعطاء فرصة لوقف إطلاق النار". وكان الاتحاد الأوروبي أعلن دعمه "لجهود الاتحاد الإفريقي تمهيداً للتوصل إلى حل سياسي". وأعلن وزير الخارجية الايطالي فرنكو فراتيني، أمس الاثنين، انه ينتظر وصول رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، الجمعة المقبلة، إلى روما لإجراء محادثات على مستوى عال، وقال فراتيني في مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني وليام هيغ "إن ايطاليا ارتأت تعزيز العلاقات مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي". وخوفاً من أن يستفيد تنظيم القاعدة من فوضى السلاح في ليبيا، أعلن الحلف الأطلسي تأييده لوقف لإطلاق النار، يفتح الباب أمام إصلاحات سياسية، حيث اعتبر الأمين العام للحلف، اندرس فوغ راسموسن، أمس الاثنين، إن "أي وقف لإطلاق النار يتم التوصل إليه في ليبيا"، مثل الذي اقترحه الاتحاد الإفريقي، يجب أن يكون "ذا مصداقية ويمكن التثبت منه". وأوضح في مؤتمر صحافي، انه ليكون وقف إطلاق النار مقبولاً يجب أن "يلبي ثلاثة شروط، أولاً أن يكون ذا مصداقية ويشمل حماية فاعلة للسكان المدنيين، وثانياً أن يكون قابلاً للتثبت والإشراف في شكل فاعل، وأخيراً أن يسهل عملية سياسية تهدف إلى تنفيذ الإصلاحات السياسية الضرورية وتلبية الرغبات المشروعة للشعب الليبي". ميدانياً استعاد الثوار أمس الاثنين، مدينة أجدابيا (شرق)، التي تقع على بعد نحو 160 كلم جنوب بنغازي، اثر معارك ضارية أوقعت ما لا يقل عن خمسين قتيلاً، غالبيتهم من عناصر القوات الموالية للقذافي، الذين قتلوا بقصف الأطلسي. وأعلن الثوار إنهم دفنوا قرب إجدابيا جثث 35 مقاتلاً من أنصار القذافي، وشاهد مراسل لفرانس برس نحو عشر سيارات مجهزة برشاشات ثقيلة وهي متفحمة على الخط السابق للجبهة في المدينة، وأفاد طبيب في مستشفى إجدابيا، انه تم العثور على مروحية للمتمردين تعرضت أمس الأول الأحد لإطلاق نار من قوات القذافي غرب المدينة، فسقطت ما أدى إلى مقتل ثلاثة من أفراد طاقمها وإصابة رابع بجروح خطيرة. وأعلنت مستشفيات بنغازي أمس الأول الأحد، أنها تلقت 12 جثة بينها تسع على الأقل لثوار ضحايا المعارك في إجدابيا. كما صرح الحلف الأطلسي بأنه دمر منذ السبت 49 شاحنة وتسع ناقلات جند وثلاث بطاريات لمدفعية مضادة للطائرات وأربعة مخازن ذخيرة، خصوصاً حول مدينتي إجدابيا ومصراتة. وتفيد معلومات الحلف الأطلسي إن أنصار القذافي يواصلون حشد الدبابات حول مصراتة، وقاموا أمس الأحد بقصف المدينة طيلة نصف ساعة، وقال الجنرال الكندي شارل بوشار، الذي يقود عمليات الأطلسي في ليبيا "نعلم أن لضرباتنا تأثيرها وقوات القذافي بدأت تكشف عن إشارات فوضى، إلا أننا سنواصل الضغط". من جهته قال قائد أركان سلاح الجو الفرنسي الجنرال جان بول بالوميروس، انه يتوقع "خوض عمليات طويلة الأمد" في ليبيا، وذلك لدى زيارته الاثنين قاعدة سولينزارا الجوية في كورسيكا، وأكد الجنرال "لم يتم حل اي أزمة معاصرة مؤخراً على أمد قصير. نحن إزاء تتابع أزمات لديها جميعها أسباباً عميقة نسبيا. ولذلك لا ينبغي أن نأمل في تسويتها بعصا سحرية". وأفاد مسؤول في البنتاغون، إن التدخل العسكري في ليبيا كلف الولاياتالمتحدة حتى الآن 608 ملايين دولار.