على الرغم من استجابة إدارة الشبكة الاجتماعية الأشهر حول العالم فيس بوك للضغط الإسرائيلي وحذفها لصفحة الدعوة إلى الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، إلا أن الإدارة الإسرائيلية فيما يبدو تريد أن تلقن إدارة الشبكة الاجتماعية درسا غاليا لسماحها بإنشاء الصفحة منذ البداية، أو على الأقل حسب السبب المعلن في الدعوى القضائية، لبطء إدارة فيس بوك في الاستجابة وحذف الصفحة ! الصفحة المحذوفة التي نجحت في اجتذاب أكثر من نصف مليون عضو إليها في وقت قياسي، وأثارت الرعب في أوصال الإسرائيليين مع الأحداث الجارية مؤخرا في الوطن العربي، دفعت الإدارة الإسرائيلية إلى مخاطبة شبكة فيس بوك رسميا ربما للمرة الأولى، والطلب منها بشكل رسمي أن تقوم بحذف هذه الصفحة، وممارسة كافة الضغوط على إدارة الشبكة الاجتماعية حتى تخضع لها. ولكن حتى مع خضوع شبكة فيس بوك واستجابتها للضغط الإسرائيلي لم تجد الإدارة الإسرائيلية أن هذا كافيا، على الرغم من أن شبكة فيس بوك قامت بإغلاق الصفحة أربع مرات تقريبا بعد أن أعيد نشرها مرة أخرى بعد الحذف، فكلما ظهرت صفحة جديدة للانتفاضة الفلسطينية ونجحت في اجتذاب بعض الأعضاء إليها بعد حذف إدارة فيس بوك للصفحة الأولى تقوم الإدارة بإغلاق الصفحة الجديدة أيضا. أما طريقة العقاب الأخيرة التي ارتأت إسرائيل أنها الأمثل حاليا لضمان اتخاذ فيس بوك لإجراءات أكثر صرامة وحسما في المستقبل فهي جرجرته أمام المحاكم، والمطالبة بتعويضات خيالية لضرر لم يقع من الأساس، ولا تكتفي الدعوة الجديدة بالرقم المبالغ فيه للتعويض فحسب، وإنما تنص صراحة على ضرورة أن يقوم موقع فيس بوك بالحذف بطريقة آلية لأية صفحة جديدة على الشبكة تدعو لانتفاضة فلسطينية، أو تثير مشاعر العداء ضد السامية واليهود !