دعا البابا بنديكتوس السادس عشر في أول زيارة له إلى الضفة الغربية إلى إقامة وطن للفلسطينيين ، كما حث الشباب الفلسطينيين على نبذ "الإرهاب" ، وأعرب عن اسفه لوجود الجدار الإسرائيلي الذي يخترق الضفة الغربية. وقدم البابا بنديكتوس السادس عشر يوم الأربعاء دعمه لإقامة دولة فلسطينية خلال زيارته إلى بيت لحم في الضفة الغربيةالمحتلة كما أكد في عظته أمام الآلاف في الهواء الطلق أنه يصلي من أجل رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة. وقال البابا – 82 عاماً - متحدثا إلى جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس : "سيدي الرئيس ، الكرسي الرسولي يدعم حق شعبكم في وطن فلسطيني يتمتع بالسيادة على أرض أجداده ، وطن آمن يعيش بسلام مع جيرانه داخل حدود معترف بها دوليا". ودعا الشباب الذين يعيشون في الأراضي الفلسطينية إلى : "عدم السماح لخسارة الأرواح والدمار التي كنتم شهودا عليها أن تثير في نفوسكم المرارة أو في قلوبكم الاستياء". وأضاف : "تحلوا بالشجاعة الكافية لمقاومة كل الميول التي قد تساوركم بالانسياق إلى أعمال عنف وإرهاب" , وأضاف : "على العكس فليكن ما واجهتمونه تجديدا لتصميمكم على صنع السلام". وتحدث البابا إلى سكان مخيم عايدة للاجئين الذين يعيشون في ظل جدار ارتفاعه ثمانية أمتار ويحيط بأجزاء من بيت لحم ويشكل جزاء من جدار العزل الذي يخترق الضفة الغربية , وتقول إسرائيل إنه ضروري لأمنها ولكن الفلسطينيين يرونه رمزا لنظام الفصل العنصري. وأعرب البابا عن اسفه للبناء "المأساوي" للجدران ، وذلك أثناء وقوفه أمام جزء من جدار الفصل في المخيم , حيث قال : "يرتفع فوق رؤوسنا رمز يذكرنا بالجمود الذي يبدو أن الإسرائيليين والفلسطينيين وصلوا إليه في علاقاتهم -- ألا وهو الجدار". وأضاف : "في عالم يتم فيه فتح المزيد من الحدود للتجارة وللسفر ولحركة الشعوب والتبادل الثقافي من المأساوي أن نرى الجدران لا تزال تقام". قال البابا محدثا سكان المخيم : "اعلم أن العديد من عائلاتكم مقسمة , سواء من خلال اعتقال بعض أفراد العائلة ، أو القيود المفروضة على حرية الحركة , من المفهوم أنكم تشعرون بالإحباط في أغلب الأوقات لأن تطلعاتكم في الحصول على منازل دائمة ودولة فلسطينية مستقلة لم تتحقق بعد". وأضاف وهو يستعد للرحيل : "لقد كنت والحزن يعصر قلبي شاهدا على وضع اللاجئين الذين أجُبروا مثلهم مثل العائلة المقدسة على الفرار من منازلهم". وقال البابا : "مع أن الجدران يمكن أن تبنى بسهولة , فاننا نعلم أنها ليست دائمة ويمكن أن تسقط". وتابع البابا : "من الضروري أولا أن نزيل الجدران من حول قلوبنا ، وأن نزيل الحواجز القائمة ضد جيراننا" , مضيفا أنه ينتظر تحقيق السلام والمصالحة في هذه الأراضي المضطربة.