دعا البابا بنديكتوس السادس عشر، العالم إلى التحرك من أجل حل النزاع فى الشرق الأوسط، فى كلمة ألقاها اليوم الأربعاء من بيت لحم بالضفة الغربية. وقال البابا متحدثا إلى جانب الرئيس الفلسطينى محمود عباس "أطلب منكم جميعا، أطلب من قادتكم، الالتزام مجددا بالعمل على تحقيق هذه الأهداف. وأتوجه بصورة خاصة إلى الأسرة الدولية طالبا منها أن توظف نفوذها بالكامل من أجل التوصل إلى حل". وتابع "عليكم أن تؤمنوا وأن تكونوا على قناعة ثابتة بأن حوارا صادقا ومتواصلا فى ظل الاحترام التام لمقتضيات العدل يمكن أن يقود إلى سلام دائم على هذه الأرض". كما دعا إلى قيام "وطن فلسطينى يتمتع بالسيادة"، وقال "سيدى الرئيس، الكرسى الرسولى يدعم حق شعبكم فى وطن فلسطينى يتمتع بالسيادة على أرض أجداده، وطن آمن يعيش بسلام مع جيرانه داخل حدود معترف بها دوليا". وتابع "لكن إن كان هذا الهدف يبدو حاليا بعيد المنال، فإننى أشجعكم بقوة، أنتم وشعبكم، على الحفاظ على شعلة الأمل والرجاء بأنه سيتم إيجاد سبيل لتلبية التطلعات المشروعة للشعبين الإسرائيلى والفلسطينى إلى السلام والاستقرار". كما دعا البابا بنديكتوس السادس عشر أيضا الفلسطينيين إلى عدم الانسياق إلى الإرهاب، وخاطب "الشبان العديدين الذين يعيشون اليوم فى مجمل الأراضى الفلسطينية" فقال لهم "تحلوا بالشجاعة الكافية لمقاومة كل الميول التى قد تساوركم بالانسياق إلى أعمال عنف وإرهاب". كما أكد "تعاطفه العميق مع الفلسطينيين" بعد الهجوم الإسرائيلى على القطاع فى ديسمبر ويناير الماضيين. وقال الحبر الأعظم فى بداية زيارته إلى بيت لحم "بعد ظهر اليوم سأتوجه إلى مخيم عايدة للاجئين للتعبير عن تضامنى مع الناس الذين خسروا كل شئ". وأضاف "إلى الذين يعيشون فى حداد لفقدانهم أحد أفراد عائلاتهم وأشخاص عزيزين بسبب الأعمال العدائية -- وأفكر خصوصا فى النزاع الأخير فى غزة -- أؤكد تعاطفى العميق". من جهته ندد الرئيس الفلسطينى محمود عباس بالاحتلال الإسرائيلى لدى استقباله البابا بنديكتوس السادس عشر فى بيت لحم بالضفة الغربية، مؤكدا أن "الوقت حان" لوقف معاناة الفلسطينيين. وقال عباس إن "هناك من يحاول بناء الجدران الفاصلة بدل الجسور ويحاول تهجير المسلمين والمسيحيين لتتحول الأماكن المقدسة إلى أماكن أثرية". وأضاف "حان الوقت للسلام". واستعرض ممارسات الاحتلال ضد العرب مسيحيين ومسلمين .وقال مخاطبا البابا: "قداستكم على اطلاع تام بالوضع القائم فى القدس حيث يحيط الجدار العنصرى بالمدينة ويمنع أهلنا من أبناء الضفة الغربية من الوصول إلى كنيسة القيامة أو إلى المسجد الأقصى للصلاة" . وأضاف أن "الاحتلال يمارس ضد المواطنين العرب سواء مسيحيين أو مسلمين كل أشكال القمع والاضطهاد ومصادرة الأرض، ومنع البناء وهدم البيوت وفرض الضرائب الباهظة فى سبيل تكريس ضم إسرائيل القدس العربية إليها.. ولكن القدس العربية هى درة التاج وهى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين". وصل البابا بنديكتوس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء، إلى بيت لحم بالضفة الغربية حيث سيحيى قداسا ويزور مخيما للاجئين.