كشفت تصريحات أدلى بها الزعيمان الروسيان، دميتري ميدفيديف، رئيس الدولة، وفلاديمير بوتين، رئيس الحكومة، أمس الاثنين، عن اختلاف رأيهما فيما يحدث في ليبيا. وأشارت صحيفة "فيدوموستي" الروسية، اليوم الثلاثاء، إلى أن بوتين ندد بقرار مجلس الأمن الدولي القاضي بفرض عقوبات على النظام الليبي، مشيرا إلى أن هذا القرار يشبه الدعوة إلى الحملة الصليبية في العصور الوسطى، وأكد بوتين أن هذا رأيه الشخصي، حيث إن السياسة الخارجية من الأمور التي تدخل في صميم اختصاصات رئيس الدولة. ومساء أمس الاثنين ندد الرئيس الروسى، ميدفيديف، بما جاء في تصريحات رئيس الوزراء بشأن ليبيا، قائلا: إنه لا ينظر إلى هذا القرار باعتباره القرار غير الصحيح، وأرجع أسباب ما يحدث في ليبيا إلى ما وصفه بالتصرفات الوقحة للقيادة الليبية وجرائمها ضد شعبها. وبالنسبة لما وصفه بوتين بالحملة الصليبية، شدد ميدفيديف على عدم جواز استخدام "ألفاظ تؤدي إلى صدام الحضارات"، ونقلت "فيدوموستي" عن موظف في الحكومة الروسية قوله: إن ما قاله رئيس الحكومة لم يأت بالصدفة، فالمطلوب تصحيح موقف روسيا من المسألة الليبية، مضيفا أن رئيس الحكومة سيعود إلى الحديث في هذه المسألة حين يزور صربيا غدا الأربعاء. وقالت صحيفة "كوميرسانت"، إنها ليست المرة الأولى التي لم يتفق فيها ميدفيديف وبوتين فيما بينهما بشأن القضايا السياسية الخارجية والداخلية، لكنها المرة الأولى التي ظهر فيها خلاف حول قضية سياسية خطيرة خلال بضع ساعات، واعتبر المحلل السياسي بيلكوفسكي أن كل ذلك جزء من الاستعدادات لإعادة انتخاب ميدفيديف رئيسا لروسيا، وأن كلام ميدفيديف موجه أولا إلى الغرب لإظهار أنه يوجد في روسيا من يرفض أن توافق روسيا الدول التي تقصف ليبيا، ولهذا يجب أن تؤيد هذه الدول إعادة انتخاب الرئيس ميدفيديف. من جهة أخرى، قالت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" استنادا إلى معلومات نقلتها وسائل إعلام غربية بأن مصادر دبلوماسية غربية أكدت أن الولاياتالمتحدة أجرت مشاورات مكثفة مع فرنسا وبريطانيا، لكسب تأييدهما في مجلس الأمن وتعهدت لقاء ذلك، بمنح هاتين الدولتين امتيازات خاصة لدى تقاسم غنائم الحرب الليبية. الجائزة.. نفط ليبي وتؤكد وسائل الإعلام المذكورة أن الجائزة الموعودة تتمثل في عقود نفط ليبية مغرية، وفي تعويض مجز عن النفقات المترتبة على المشاركة في العمليات العسكرية، وفي سياق متصل، أشارت صحيفة "إربي كا ديلي" إلى تداعيات الحرب في ليبيا على مشاريع شركات النفط الروسية، وقالت، إن شركة "تات نفط" استثمرت خلال 6 أعوام 43 مليون دولار في تطوير الحقول الليبية، بينما اتفقت شركة غازبروم 163 مليون دولار على شراء حصة شركة إيني الإيطالية في حقل "الفيل" النفطي. وحذرت الصحيفة من أن تلقى الشركات الروسية نفس المصير الذي واجهته شركة "لوك أويل" الروسية بعد تغيير النظام العراقي، حيث فقدت مشروع تطوير حقل "غرب القرنة 2" الضخم.