في محاولة لامتصاص غضب طلاب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، قامت مجموعة من أساتذة الكلية بتوزيع بيان موجه إلى الطلاب، يحثهم على الهدوء وعدم التعجل في إقالة عميدة الكلية وبعض القيادات بالجامعة. وجاء نص البيان الذي حصلت "الشروق" على نسخة منه وفيه: (أبناؤنا الطلاب شباب ثورة 25 يناير، لقد قمتم بثورة ضد الظلم والفساد وصفها العالم من أقصي الشرق إلى أقصى الغرب بالالتزام والتميز والرقي، وهى ذاتها شعار الكلية التي تنتمون إليها، الشعار الذي نفخر به جميعا: التزام- تميز- رقي. نحن أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة ندعم بكل ما لدينا من إيمان واقتناع المطالب المشروعة للطلاب والخاصة بتحسين العملية التعليمية وتطويرها؛ فأنتم جزء أصيل من المنظومة التعليمية والمخرج الأساسي لها. ونؤكد أن المطالب المتعلقة بانتخاب السادة العمداء والوكلاء بدلا من تعيينهم هي من صميم أولويات أجندة الإصلاح التى يتبناها أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة لضمان استقلال الجامعات وأساتذتها؛ علما بأن هذا المطلب هو استعادة لحق كان معمولا به منذ سنوات وليس إنشاءً لحق جديد. وإذ نؤكد تضامننا مع جميع مطالبكم "بلا استثناء" طالما كانت مشروعة وفي إطار حقوقكم القانونية؛ إلا أننا نرى أن هدف الثورة الحقيقى يكمن فى بناء المؤسسات المرساة على أعمدة الديمقراطية والشفافية والمسائلة والكفاءة، الأمر الذى لن يتحقق بطلب الإقالة الفورية لعميد المؤسسة. وإذ إن أولويتنا التى لا خلاف عليها الآن هى استقرار العملية التعليمية فى ظل الظروف المضطربة التى تمر بها مصرنا الغالية، لا نرى لمطلب الإقالة الفورية أية نتائج إيجابية ملموسة. وعليه، نهيب بأبنائنا طلبة هذه الكلية العريقة أن يثقوا فى حسن إدراكنا نحن هيئة التدريس والهيئة المعاونة لها لكل المشاكل التى تواجهنا، وعلى قدرتنا على صياغة حلول ناجعة بأسلوب مرضٍ وراقٍ، يعلي مصلحة الصرح الذى ننتمي له جميعا. وإذ نطلب من أبنائنا الالتزام بالسلوكيات التى تليق بكليتنا المتميزة؛ نطالب إدارة الكلية الاستجابة لمطالب الطلاب وعلى رأسها البت فى اعتراضهم على أسلوب بعض المسؤولين عن التعامل المباشر معهم؛ الأمر الذى أسهم في تأزيم الوضع والتصعيد المتبادل. وأيا ما كانت اختلافاتنا مع الأستاذة العميدة الدكتورة عالية المهدي، إلا أن لها كل التقدير على إعلائها المصلحة العامة ومصلحة الكلية على المواقف الشخصية. كذلك، نعتز بزميلتين جديرتين بكل احترام: الأستاذة الدكتورة ثناء إسماعيل، والأستاذة الدكتورة عادلة رجب، ويعز علينا أن يضطرهما سلوك بعض الطلبة إلى تقديم استقالتهما. نحن نؤكد هنا اعتزازنا بهما كأساتذة فى كليتنا وكمسؤولين عن إدارة الكلية. ونود أن نعلن هنا تكوين مجلس استثنائي يضم أعضاء من كل أقسام الكلية، ومجلس من الطلاب من جميع الفرق، لحين تكوين اتحاد الطلاب، للعمل على تنفيذ مطالبكم بأسرع وقت ممكن في إطار الحفاظ على المبادئ التالية: المحاسبة القانونية، والحفاظ على استمرار العملية التعليمية، وتطبيق مبادئ الشفافية المالية والإدارية. ونؤكد في هذا الإطار مسؤولية أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والطلاب والإدارة في الحفاظ على الكلية منشآت وأساتذة وقيم تعليمية. ونعلن أن الأساتذة يقومون بالتنسيق مع الطلاب لتأمين مباني الكلية بشكل مستمر (ليلا ونهارا) ضد أية محاولات للتعرض لها، وسنتصدى بكل قوة لأية محاولة للبلطجة أو تعريض المباني أو الطلاب لأي خطر. رجاءً أبناؤنا الطلاب.. دعونا جميعا نعمل لمصلحة مصر من خلال استعادة الثقة في المؤسسات ودعم الجهود لدفع عجلة الإنتاج والحفاظ عليها، والتعامل مع أية مطالب من خلال إدراك المصلحة العامة للوطن الذي سيبقى بنا جميعا وبعدنا جميعا. وفقنا الله جميعا لما فيه مصلحة الكلية والجامعة والوطن. أعضاء هيئة التدريس الموقعون أدناه: لبنى عبد اللطيف (أستاذ الاقتصاد) منال متولى (أستاذ الاقتصاد) نجوى سمك (أستاذ الاقتصاد) أميرة الحداد (مدرس الاقتصاد) أمل كامل حمادة (مدرس العلوم السياسية) شيرين حسن الشواربي (أستاذ مساعد اقتصاد) منى عامر (قسم الاقتصاد الشعبة الفرنسية) أحمد فاروق غنيم (أستاذ مساعد الاقتصاد بالكلية) دينا عاطف مندور (مدرس الاقتصاد بالكلية)