لليوم السادس عشر على التوالي، تلقي الثورة المصرية بتأثيرها على الصحافة العربية، حيث نشرت "الجريدة" نص التحقيقات مع وزير الداخلية السابق حبيب العادلي، وتناولت صحف عربية أخرى أكبر موجة احتجاجات تشهدها مصر في القطاع العام، وأشارت بعض الصحف إلى احتمالات تدخل الجيش لتصفية الثورة بأمر من النظام الحاكم، بينما أكدت صحف أخرى على أن ميدان التحرير أصبحت له شرعية مستقلة، هي شرعية الشعب والثورة. العادلي: لدي مستندات تدين الجميع قالت "الجريدة" الكويتية، إن وزير الداخلية السابق، حبيب العادلي، كشف أثناء التحقيقات معه عن وجود غرفة في مقر الحزب 'الوطني الديمقراطي' الرئيسي في ميدان التحرير بالقاهرة، يعلم مكانها، ويحتفظ بأسرارها كل من أمين الحزب السابق صفوت الشريف، وأمين لجنة السياسات السابق جمال مبارك، تحتوي على تقارير موثقة بالصوت والصورة والمستندات لما سماه 'جرائم' كبار المسؤولين بالدولة، والبعثات الأجنبية العاملة في القاهرة. وأوضح العادلي في ثالث جلسات التحقيق معه بمعرفة نيابة أمن الدولة العليا، أن الاتهامات الموجهة إليه مضحكة، وأنه قدم ككبش فداء للنظام، وذلك بسبب كره عدد كبير من الشعب له، ظنا من النظام أن مثل هذا الإجراء سوف يهدئ من روع المواطنين، وأضاف، "لكن الناس لم تصدق أنني المجرم في حقهم، لأن الجميع في مصر وخارجها يعلمون أنني وجميع الوزراء نعمل طبقا لتعليمات السيد الرئيس، وليس من رؤوسنا، لأننا باختصار دورنا مختزل في رفع التقارير والتوصيات إلى الرئيس، وهو صاحب القرار، وبالتالي فإن أي اتهام موجه إلي يجب أن يسأل عنه الرئيس لا أنا". وشدد على أنه لن يقبل أن يكون "كبش فداء لرجال الأعمال"، ووعد بتقديم مستندات تدين الجميع، وتبرئ ساحته، وتلقي بالاتهامات الموجهة إليه على رؤوس أصحابها الحقيقيين. ويستمر الغليان في مصر قالت صحيفة "النهار" اللبنانية، إن الاحتجاجات الفئوية التي اندلعت شرارتها، أمس الأربعاء، وتستمر اليوم الخميس، عززت من موقف المعتصمين بميدان التحرير لليوم 16 على التوالين، كما أن الاحتجاجات امتدت جغرافيا على مستوى المحافظات، وتخللها أعمال عنف أسفرت عن سقوط 5 قتلى، وإصابة 100 آخرين برصاص الشرطة في مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، في الوقت نفسه، تجمّع نحو 10 آلاف شخص في ميدان التحرير، وتمكن المئات من سد مدخل مبنى مجلسي الشعب والوزراء وسط القاهرة، وأطلقوا هتافات مطالبين بحله، وأعلن رسميا أن جلسة مجلس الوزراء نقلت من مقر الحكومة في شارع القصر العيني إلى مقر وزارة الطيران المدني في مدينة نصر. أكبر موجة إضرابات واحتجاجات في القطاع العام كما تظاهر العشرات في مطار القاهرة للمطالبة بتحسين أوضاعهم، كذلك اعتصم مئات من الموظفين الحكوميين أمام شركة "كهرباء جنوبالقاهرة"، للمطالبة بإقالة مدير الشركة، ونظم عشرات من موظفي المتاحف المطالبين بزيادة رواتبهم، احتجاجا أمام المجلس الأعلى للتراث. وفي مدينة نصر، تظاهر موظفو الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء للمطالبة أيضا بتحسين شروط العمل. وأشعل محتجون النار في مبنى الديوان العام لمحافظة بورسعيد، وقطع نحو 4 آلاف متظاهر خط السكة الحديد الذي يمر في محاذاة مدينة أسيوط، والذي يربط شمال مصر بجنوبها، وفي السويس، دخلت الإضرابات يومها الثاني، مع تنظيم نحو 5 آلاف عامل في شركات حكومية تابعة لهيئة قناة السويس إضرابا عن العمل، بينهم عمال نسيج وموظفون في مصانع لزجاجات الأدوية، وآخرون يعملون في إصلاح السفن، ومع ذلك، لم تتأثر الملاحة في القناة التي تشكل مصدرا رئيسيا للدخل في مصر. شرعية جديدة اسمها ميدان التحرير كتب طارق الحميد في صحيفة "الشرق الأوسط"، يؤكد أن هناك شرعية جديدة أصبحت تفرض نفسها على الواقع المصري، هي شرعية ميدان التحرير، خاصة بعد ما رأى العالم الشباب، وهم يطردون إعلاميين وفنانين وقفوا ضد الثورة في بداياتها، مثل عمرو أديب، والمغني تامر حسني، ويؤكد هذا اختلاف لهجة الإعلام الرسمي في التعامل مع الأحداث المتلاحقة، واتساع رقعة الاحتجاجات والتظاهرات، حتى وصلت إلى صعيد مصر ومحافظة الوادي الجديد، وشدد الحميد على أن مصر ليست في حالة تغيير، وإنما قد تغيرت بالفعل، وينبغي على المنطقة بأكملها أن تستوعب هذا التغيير. حمدين صباحي: يجب أن ينحاز الجيش إلى الثورة نقلت صحيفة "الحياة" اللندنية مطالب حمدين صباحي، مؤسس حزب الكرامة، الموجهة إلى الجيش، لكي "ينحاز إلى شرعية ثورة الشباب"، معتبرا أن بقاء الرئيس حسني مبارك في منصبه "إكراه للشعب"، ورأى النائب السابق الذي يطرح نفسه "مرشحا شعبيا" لرئاسة الجمهورية، أن الحوار مع السلطة يجب أن ينصبّ على آلية "رحيل مبارك". وكشف صباحي (57 عاما) الذي كان عضو مجلس الشعب عن دائرة البرلس والحامول لدورتين متتاليتين قبل إسقاطه في الانتخابات الأخيرة، أنه تلقى دعوة إلى الحوار مع نائب الرئيس اللواء عمر سليمان، لكنه قال إن الأخير "يرفض الالتفات إلى مسألة رحيل مبارك"، وأضاف "يجب أن يكون التفاوض حول آلية تنحي مبارك عن السلطة، وليس حول كيفية استمراره، ويجب أن يستمد من يذهب إلى التفاوض شرعيته من ميدان التحرير". الفلسطينيون ممنوعون من دخول مصر أكدت صحيفة "البيان" الإماراتية أن الفلسطينيين ممنوعون من دخول مصر، وقال مسؤول بإدارة الجوازات، إن هناك تعليمات بمنع دخول الفلسطينيين إلى مصر، مشيرا إلى ترحيل 12 فلسطينيا، بسبب ما قال إنه "تورط" من قبلهم في الأحداث الجارية، في وقت أكدت السفارة الفلسطينية في القاهرة انتهاء أزمة العالقين بمطار العاصمة، في حين دعت الحكومة الفلسطينية المقالة إلى إعادة فتح معبر رفح، وقال المسؤول الذي رفض ذكر اسمه إن "الأمر يستثني من يحمل تأشيرة إقامة في مصر أو الفلسطينيات المتزوجات من مصريين، أو من يحملون جوازات سفر دبلوماسية"، مستطردا أن "هذا الإجراء مؤقت". نسبة التعدي على الأراضي الزراعية 30% خلال أيام قليلة ذكرت صحيفة "الوطن" القطرية أن الأعمال التخريبية لم تقتصر على عمليات تكسير ونهب وسلب المحال التجارية، بل طالت التعديات على الأراضي الزراعية في عدد من المحافظات، وهرع الآلاف من المواطنين للهجوم على الأراضي لبناء بيوت لهم في ظل غياب الأمن والإدارات المسؤولة، وقاموا بالبناء على الأراضي، بالمخالفة لقانون الحاكم العسكري الذي يحظر البناء على الأراضي الزراعية، وعلى أقل تقدير، بلغت نسبة البناء على الأراضي بالمخالفة للقانون حاليا نسبة 30% من حجم الأراضي الزراعية في كل محافظة.