اعتبرت الصحف العربية الصادرة اليوم الاثنين، أن الثورة المصرية التي اندلعت يوم 25 يناير الماضي، وما زالت مستمرة في الأسبوع الثالث لها، بداية عودة العزة والكرامة والوعي إلى الوطن العربي بأكمله. وأوضحت صحف أخرى أن النظام الحاكم في مصر يماطل في تلبية مطالب المصريين، بينما يحاول الحزب الوطني أن يعيد إحكام سيطرته على السياسة من جديد. وأشارت بعض الصحف إلى الطعون التي ينظرها القضاء الآن ضد شرعية البرلمان، وإلى البلاغات المقدمة ضد وزراء سابقين أهمهم وزير الداخلية و الإسكان والسياحة. أوباما: محاولات قمع الشعب المصري لن تنجح ذكرت صحيفة "النهار" اللبنانية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكد أن مصر لن تعود أبدا إلى ما كانت عليه قبل 25 يناير؛ "لأن الشعب المصري يريد الحرية، يريد انتخابات حرة ونزيهة ويريد حكومة تمثيلية ومسؤولة". وأشار أوباما إلى أن حكومته كانت تقول للرئيس حسني مبارك "علنا وفي اللقاءات الخاصة إن محاولة قمع شعبك لن تنجح". وشدد أوباما في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" أن الإخوان المسلمين يمثلون فئة سياسية مصرية لا تحظى بدعم الأكثرية، وتحدث عن وجود قوى وشخصيات علمانية فاعلة في المجتمع المدني تريد المشاركة في العمل السياسي، مؤكدا على ضرورة أن تبدأ عملية الانتقال السلمي للسلطة الآن. نظام يراوغ ومعارضة غير مفوضة اختصرت صحيفة "السفير" اللبنانية المشهد المصري في أن النظام يراوغ ويماطل، والشارع يصر على إسقاطه فورا، وفي الوقت الذي لا يملك نائب الرئيس عمر سليمان تفويضاً كاملا يحاور به المعارضين، فإن قادة المعارضة أنفسهم لا يملكون أيضا توكيلا من الثوار الذين شغلوا العالم كله على مدى الأسبوعين الماضيين. الحزب الوطني شبكة العنكبوت ووصفت الحزب الوطني بأنه شبكة عنكبوت تبدأ برئيس الحزب - والجمهورية - حسني مبارك، وتتوزع خيوطها بين الوزراء والبرلمانيين ورجال الأعمال النافذين ومسؤولي الأجهزة الأمنية والإدارات الحكومية، وصولا إلى حثالة مجرمي الأحياء العشوائية التي صارت مسكنا إجباريا لملايين الفقراء في مصر. والإشكالية هي أنه يصعب التفريق الآن بين الحزب الوطني وبين النظام الحاكم، فالحكومة بأكملها أعضاء في الحزب، وكذلك أعضاء مجلسي الشعب والشورى. وبذلك، تحولت مصر إلى "عزبة" للحزب الوطني، تعتليها عائلة مبارك، خاصة وأن جمال نجل الرئيس، كان منذ يومين فقط أمين لجنة السياسات بالحزب! شباب مصر أعادوا العزة والكرامة للوطن العربي أما طلال سلمان، فكتب في مقاله بالصحيفة اليوم الاثنين، يشكر الشباب المصريين الذين كانوا نواة الثورة وما زالوا، واصفا إياهم أنهم أعادوا العزة والكرامة، والإحساس بالحياة والوعي لكافة الأقطار العربية، وليس لمصر فقط. وأشارت "السفير" إلى أن شباب مصر خيبوا أمل الحكومة الجديدة باستمرار اعتصامهم في أكبر ميادين القاهرة، كما أقاموا قداس يوم الأحد المسيحي أمس في الميدان، وشاركوا في الترانيم والأدعية، بل وأقام أحدهم وخطيبته عقد قرانهما في حضور 2 مليون مواطن مصري. أما الحكومة، فتسعى بكل جهدها لتجعل الحياة تبدو وكأنها عادت لطبيعتها، لتحويل ميدان التحرير إلى مجرد صورة ينساها الناس. مكاسب كبيرة في أيام قليلة أشارت صحيفة "الحياة" اللندنية إلى أن ثورة 25 يناير حققت مكاسب كبيرة خلال أيام قليلة متلاحقة منذ اندلاعها في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، لعل أبرزها إسقاط مشروعي التمديد للرئيس مبارك والتوريث لنجله جمال، وفتح المجال أمام المستقلين للترشح على رئاسة الجمهورية، وتعيين نائب للرئيس، وسقوط شخصيات تثير الاستياء الشعبي، وتخفيف قبضة الحزب الحاكم على السلطة، وإقالة الحكومة، وكسر حاجز الخوف تجاه النظام، والتحقيق مع بعض رموز الفساد والقمع، ومنهم رجل الأعمال أحمد عز ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي. 1527 طعنا على البرلمان ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" أن محكمة النقض المصرية، أعلى سلطة قضائية، بدأت أمس الأحد النظر في 1527 طعنا في صحة عضوية نواب مجلس الشعب، الذي فاز الحزب الوطني فيه بأكثر من 97% من المقاعد. في الوقت نفسه، قالت "الجريدة" الكويتية إن البرلمان المصري عقد أمس جلسة هي الأقصر في تاريخه، شدد خلالها على تمسكه ب"الشرعية الدستورية إطارا لعمل مؤسسات الحكم"، وأكد ثقته بالرئيس حسني مبارك بوصفه "صاحب الشرعية السياسية والدستورية، ولأنه المنتخب من الشعب طبقا للدستور". وأحالت الحكومة إلى مجلس الشعب مشروع قانون بصرف علاوة خاصة للعاملين بالدولة وأصحاب المعاشات البالغ عددهم 15 مليون مواطن، وذلك بنسبة 15 في المائة من الأجر الأساسي لشهر مارس المقبل على أن يتم صرفها على أجر شهر أبريل من هذا العام. وبلاغات بالجملة ضد الوزراء وقالت صحيفة "البيان" الإماراتية إن مصدرا قضائيا، رفض الكشف عن هويته، أكد أن نيابة الأموال العامة العليا برئاسة المستشار على الهواري "ستبدأ التحقيق خلال يومين مع كل من وزير الداخلية المقال اللواء حبيب العادلي وأمين التنظيم السابق بالحزب الوطني أحمد عز، فضلا عن الوزراء السابقين للسياحة زهير جرانة والإسكان أحمد المغربي والتجارة والصناعة رشيد محمد رشيد". وأكدت مصادر قضائية أخرى أن النائب العام المستشار عبد المجيد محمود "أعد قائمة إضافية بأسماء وزراء سابقين ورجال أعمال ومسؤولين حاليين بعد أن تلقى تقارير تفيد تورطهم في قضايا فساد تمهيداً لاتخاذ قرار بمنعهم من السفر كإجراء احترازي لحين التحقيق معهم". وقالت إن قرار منع رشيد من السفر "جاء بعد تلقى النيابة بلاغات ضده منذ شهور تتهمه بإهدار المال العام". وفي سياق متصل، حددت مصادر قانونية سبعة اتهامات قد يتم توجيهها للعادلي أهمها "تعريض أمن الدولة للخطر بعد انسحاب الأمن من الشوارع، والقتل العمد بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، وتحريض المجندين على العصيان وتعطيل المرافق العامة والتعذيب في أقسام الشرطة". صفوت الشريف: استقلت بإرادتي! أوضحت صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، أن الأمين العام السابق للحزب الوطني صفوت الشريف وصف استقالته من منصبه ب"أنها شجاعة التغيير التي جاءت في الوقت المناسب لمنح الفرصة لقيادات جديدة أصغر سناً لإدارة الحزب في هذه المرحلة". وقال إن هيئة مكتب الأمانة العامة للحزب السابقة اتخذت قرارها بالاستقالة الخميس قبل الماضي، لكن حالت الظروف التي تمر بمصر دون إعلان القرار في وقته. وقال إنه عقد اجتماعاً لهيئة المكتب وطرح عليهم التنازل عن مواقعهم، وجاءت الموافقة بالإجماع. ونفى إقصاءه عن موقعه الحزبي، وقال إنه تركه بإرادته وإنه سيظل في خدمة مصر ويعطي عمره لها! إسرائيل تخشى موجة الانتفاضات العربية وفي صحيفة "الحياة"، تناولت آمال شحادة الوضع الإسرائيلي بالنسبة للثورة المصرية، إذ كان من الواضح ارتباك الجانب الإسرائيلي وشعوره بالقلق من "تسونامي التظاهرات العربية". وأهم ما تخشاه إسرائيل على المدى البعيد من نتائج الثورة المصرية، هو إلغاء معاهدة كامب ديفيد، وعلى المدى القريب، احتمال حدوث انفلات أمني على الحدود المصرية الإسرائيلية خلال فترة الاضطرابات.