إسرائيل حاولت توريد معدات اتصالات للمصانع الحكومية وهواتف محمولة لرؤسائها

حصلت «الشروق» على معلومات جديدة فى قضية محاكمة شبكة التجسس الإسرائيلية، والمعروفة إعلاميا بشبكة «الفخ الصينى»، والمتهم فيها طارق عبدالرازق عيسى (محبوس)، وضابطا الموساد إيدى موشيه وجوزيف ديمور (هاربين).
وكشفت المعلومات الجديدة من واقع تحقيقات جهاز أمن الدولة عن أسماء الأشخاص الذين حاول المتهم تجنيدهم لصالح الموساد وبعضهم كان يعمل بجهات سيادية فى مصر.
واعترف عيسى بمحاولته تجنيد رجل الأعمال (م. أ. ع)، والذى يعمل فى استيراد وتصدير الملابس، وإقناعه بتوريد أجهزة حاسب آلى وهواتف محمولة ومعدات اتصالات إلى المصانع الحكومية حتى يمكن لإسرائيل التجسس عليها وعلى المسئولين الذين يديرونها ومعرفة مدى ما وصلت إليه مصر فى مجال التكنولوجيا وجميع الصناعات خاصة الثقيلة منها.
وشهد رجل الأعمال «م. أ. ع» أن المتهم كان يتولى تدريب ابنه على رياضة الكونغ فو فى ناد رياضى حكومى يتردد عليه كبار المسئولين، وحاول حينها إقناعه باستيراد أجهزة حاسب آلى وهواتف محمولة ومعدات اتصالات، إلا أنه رفض لعدم اهتمامه بتلك الموضوعات. مضيفا أنه لم يكتشف أن المتهم يعمل جاسوسا لصالح إسرائيل إلا بعد القبض عليه.
وقال (أ.م.أ)، ابن رجل الأعمال نفسه، إن المتهم كان على صلة وطيدة به، وفى فبراير 2008، اتصل به هاتفيا وطلب منه أن يلتقى به وبوالده لبحث إمكانية التعاون التجارى فيما بينهم.
وأضاف الابن أنه المتهم التقى والده فى مسكن العائلة، ووجه إليه الدعوة لزيارة الصين، وقال له إنه على علم بأنه يورد آلات ومعدات إلى مصانع مملوكة للدولة تعمل فى مجال الصناعات الثقيلة، وعرض عليه تصنيع زجاج بمواصفات خاصة فى الصين، وتوريده إلى مصر.
وقال المتهم فى اعترافاته أنه سبق أن تحدث مع ضابط الموساد أيدى موشيه عن علاقته برجل الأعمال وطبيعة عمله واطلاعه على كثير من المعلومات التى تخص الدولة المصرية وأمده ببيانات شركته وطبيعة نشاطها ومقرها وأرقام هواتفها.
وكشفت اعترافات المتهم فى تحقيقات نيابة أمن الدولة أن الموساد الإسرائيلى سعى إلى تجنيد رجل الأعمال لاستخدامه فى التجسس على الوزراء وكبار المسئولين، تحت ستار التجارة والصناعة، لكن المحاولات باءت بالفشل.
وأوضح أن رجل الأعمال عمل فترة فى دولة التشيك، قبل أن تستقر إقامته فى مصر ويعمل فى مجال السجاد والمنسوجات حتى توسعت تجارته وصادراته إلى خارج البلاد ما سهل له لقاء الوزراء وكبار المسئولين، حينها رصد الموساد زياراته لخارج البلاد خاصة فى دولة التشيك التى يرتبط بعلاقات تجارية قوية فيها، وأرسل من يراقبونه فى تحركاته، وسعوا إلى تجنيده لكن محاولاتهم باءت بالفشل.
وقال المتهم إنه عاود زيارة مصر برفقة عميل صينى للموساد، والتقيا رجل الأعمال مرة ثانية وألحا عليه لفتح شراكة تجارية بينهما تكون فى مصر وسوريا ولبنان والصين، وعرضا عليه زيارة مصنعهما الوهمى فى هونج كونج مع حجز تذاكر الطيران والحجز له فى فندق 5 نجوم.
وواصل المتهم فى اعترافاته أنه تعرف على ابن رجل الأعمال عندما كان يدربه على رياضة الكونغ فو، قبل أن يجنده الموساد، وعندما تم تجنيده، كلفه الموساد بمقابلة رجل الأعمال المصرى، وبالفعل حضر المتهم إلى مصر، وزعم أن له شركاء صينيين يعملون فى تصنيع الزجاج فى هونج كونج، وطلب من رجل الأعمال المصرى الدخول فى شراكة معهم، فطلب منحه مهلة للتفكير ولم يرد.
واستمعت نيابة أمن الدولة إلى شهادة رجل الأعمال ونجله حول لقاءاتهما مع المتهم طارق عبدالرازق، وأكدا أنهما استغربا من شدة إلحاح المتهم طارق ومن ادعى أنهم شركاؤه فى الدخول فى شراكة معه رغم عدم تحمسهما لذلك.
كما تضم قائمة الأشخاص الذين حاول المتهم تجنيدهم من خارج مصر الدكتور فيروز عثمان، من أصل فلسطينى ومقيم بدولة جنوب أفريقيا، ويمتلك مؤسسة إسلامية لجمع التبرعات، كما أنه على علاقة وطيدة باحدى المنظمات الفلسطينية، حيث انتحل المتهم شخصية أحد رجال الأعمال المقيمين فى الخارج ويرغب فى تقديم دعم مالى وعينى لمؤسسته الخيرية سعيا لتجنيده وأمده برقم هاتفه إلا أنه فوجئ أن د. فيروز يتحدث بالإنجليزية التى لا يجيدها المتهم.
فضلا عن شارل أيوب، رئيس تحرير جريدة الديار اللبنانية، والمعروف بأنه على علاقة وطيدة بحزب الله اللبنانى وسوريا وإيران، وترغب المخابرات الإسرائيلية فى استضافته فى عدة لقاءات تليفزيونية خارج لبنان سعيا إلى تجنيده.