فى جلسة مغلقة عُقدت بالكابيتول هيل يوم الثلاثاء الماضى، مثل ديك تشينى للشهادة أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، التى تحقق فى استخدام أساليب «بالغة القسوة» فى التحقيق مع المعتقلين «كبار القيمة». وقد حصلت الكاتبة على إذن حصرى ب«الاطلاع» على الشهادة السرية لنائب الرئيس السابق «الذى افتقدناه بشدة». وبدأت رئيسة اللجنة، ديان فينشتاين، بإبلاغ تشينى بأنها «صُدمت شخصيا» بما علمته عن الوحشية التى عومل بها السجناء. ودمدم تشينى «لم تكن تلك الحشرات التى أطلقت عليهم سامة. هل هو الصفع على الوجه؟ واللكم فى البطن؟ ورطم الشخص عاريا فى الجدار؟ إنها ألعاب أطفال. لقد أثبتت هذه الأساليب نجاحها. وجعلتنا آمنين على أنفسنا لسبع سنوات. أكثر أمنا من زهرة أوركيد هاواى تلك فى حديقة البيت الأبيض. لقد وجدت أمريكا نفسها فى حال من الضعف وعدم الحسم. وبعد أن كنا أنهينا، أنا ورومى على ثقافة الهيبيز الخانعة التى ترفع شعار «أمريكا أول من يستحق اللوم»، أعادها أوباما، وأسرف فى الاعتذار لكل العالم نيابة عن البلد الذى يديره، وغازل برقة الحكام الديكتاتوريين، وداهن أولئك المراءين، الذين ينعمون بحريتهم حتى الآن بفضل جيشنا. وسيأخذ الأصدقاء والأعداء على حد سواء زمام المبادرة إن هم اعتقدوا أنهم يتعاملون مع كعكة آيس كريم!». وأخذ السناتور ماكين يصرخ فى وجه تشينى، وقد بدا عليه الاشمئزاز، قائلا له إن غمر شخص فى الماء وإيهامه بالغرق 183 مرة خلال شهر واحد عمل ينافى القانون. وقال ساخرا، «اليابانى الذى فعل هذا فى الحرب العالمية الثانية حوكم وأعدم». ورد تشينى بطريقة غير لائقة، «أغلق فمك. الناس مستاءون من كثرة اعتذارك عن التعذيب. لماذا لا تنضم إلى أشباح الضعفاء المترددين على الجانب الآخر الذى تنتمى إليهم؟». وتدخل السناتور روس فاينجولد، الذى كان يبدى تقززه، سائلا تشينى بسخرية: «هل يمكنك أن تحدثنا عن المؤامرات الإرهابية التى أُحبطت بفضل التعذيب؟» وابتسم تشينى ابتسامته المتجهمة. وأجاب، «بالتأكيد. فبعد قليل من أحداث الحادى عشر من سبتمبر، أجهضنا مؤامرة لاغتيال أحد أعضاء مجلس الشيوخ، واخترقنا خليتين إرهابيتين واكتشفنا مخططا صربيا. ولجأ المحقق إلى تضييق الخناق، وتهديد المعتقل بمنع أدوية القلب عنه، وخالف بعض القوانين، لكن هذا كان له نتائجه المجزية». وقاطعته فاينجولد بازدراء لم تحاول إخفاءه: «هل تريد أن تقول لنا الآن أن الصرب على صلة بالقاعدة؟». وأومأ تشينى بالموافقة. وقال «بالطبع. ثم فى العام التالى، استطعنا الإيقاع بإرهابى دولى اسمه سيد على وأبطلنا مفعول قنبلة نووية فى لوس أنجلوس. ومن المؤكد أن النار أطلقت على صدر أحد مقاتلى العدو. نعم، استعنا بالمنشار. وكان هناك رطم فى الحائط، وضغط على الحنجرة وعندما امتنع على عن الكلام لأنه كان ينفذ «مشيئة الله»، اضطر عميلنا للتظاهر بأنه سيطلق النار على ابنه الأكبر. لكننا تجنبنا فى النهاية حربا عالمية ثالثة مع ثلاثة من بلاد الشرق الأوسط وأنقذنا أمريكا من قنبلة. «وفى 2004، أحبطنا انتشار سلاح فيروسى قاتل. وفى العام التالى، وبعد فشل عدد من المحاولات لاستنطاق المعتقلين، استعنا بخبير فى التعذيب سبق أن حقق النجاح باستخدام الصدمات الكهربائية والمحقن المضمون النتائج. وكانت إجراءات قاسية، مثل كسر الأصابع الواحد تلو الآخر واستخدام السلك الكهربائى للمبات الإضاءة لصدم المعتقل، أمرا لا مفر منه. كنا معرضين للهجوم من جانب إرهابى يدعى حبيب مروان يسيطر على مجموعة من خلايا الشرق الأوسط الإرهابية. وكانوا يخططون لتخريب منشآت البلاد النووية وإسقاط طائرة الرئاسة وتفجير صاروخ نووى. وفوق كل هذا، كنا نتعامل فى وحدة مكافحة الإرهاب مع جاسوس. «وفى 2006، وبعد أن أصبح الرجل الذى صنع التاريخ أول رئيس أسود». وهنا، قاطعه السناتور فاينجولد قائلا، «عذرا، سيد تشينى، هل تتحدث عن باراك أوباما؟». وقال تشينى «قلت أول رئيس أسود». ثم واصل حديثه قائلا «كان محققنا بحاجة لعمل شىء بعيدا عن البروتوكول. كانت هناك صدرية تفرقع، وقدم تندس فى الجرح، وحقن الهيوسين بانثينول لإحداث الألم، والتهديد بخلع أعين المشتبه به الذى يجرى التحقيق معه إن لم يعترف بمكان أنابيب غاز سنتوكس المثير للأعصاب. لكن اتفاقيات جنيف شىء بسيط تستبعده عندما تفكر فى أننا قضينا على مؤامرة شائنة تطال أعلى المستويات المكتب البيضاوى». وبدا السناتور أوليمبيا سنو مضطربا وهو يقول: «لكنك كنت فى المكتب البيضاوى فى 2006، سيد تشينى». وظهر شىء على وجه ايفان باياه وابتسم بتجهم. وسأل، «ألم يتضح فى النهاية، سيد تشينى، أن بعض هذه المؤامرات التى توصف بالإرهابية كان وراءها فى الحقيقة أوغاد محليون من فرق العمليات السوداء يخططون للسيطرة على إمدادات النفط وتحقيق الثراء؟ شىء أشبه بما فعلتم مع العراق وهاليبرتون؟». وحملق تشينى فيه، قائلا «إننا وطنيون». وتوجه بإياه نحو الرئيسة وهمس لها بشىء. وقالت فاينشتاين، التى بدت مصدومة «سيد تشينى، شهادتك مضللة، ناهيك عما يشوبها من تضارب». وبدا كأن تشينى أصيب بالسكتة، بل والرهبة، وصرخ «أتحطون من قدر جاك باور، أعظم عميل فى مكافحة الإرهاب؟». New York times syndication