رفض الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الازهر إبداء الرأى الشرعى فيما اقترحه الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة من تقليل أعداد المصلين داخل المساجد وأداء صلاة الجمعة فى الخلاء، وبحث تأجيل العمرة خوفا من انتشار إنفلونزا الخنازير، بينما رأى فقهاء أزهريون جواز الصلاة فى الخلاء، ولبس الكمامات ومنع العمرة، بشرط تطبيق تلك الإجراءات على جميع التجمعات ومنها دور السينما. وقال طنطاوى فى تصريحات خاصة ل«الشروق» إن هذه القضية تختص بها جهتان فقط هما وزارتا الصحة والزراعة، وأضاف: «أنا لا أبدى الرأى الشرعى إلا إذا خاطبنى وزير الصحة بشكل رسمى». وتابع: «وأنا على استعداد تام لعقد جلسة طارئة لمجمع البحوث الإسلامية، حتى تناقش اللجنة الفقهية هذه القضية»، ورأى الشيخ أن الأمر يتطلب رأيا جماعيا وليس فرديا، ومخاطبة رسمية لتوضيح الدواعى الصحية لهذا المطلب، وقال إن هذا رأيى فيما يخص قضية إنفلونزا الخنازير، وننتظر طلبا رسميا من الدكتور حاتم الجبلى. إلى ذلك استنكر الدكتور عبد الفتاح الشيخ رئيس اللجنة الفقهية بمجمع البحوث الاسلامية المنوط بها ابداء الرأى الشرعى فيما يعرض على المجمع ما ذهب إليه الجبلى من الخوف من» صلاة الجمعة» ونشرها المرض، وتساءل: لماذا لم يبحث أحد عن دور السينما ولا قطارات مترو الأنفاق ولا المدارس، التى تقع فى نفس مناطق تربية الخنازير؟! وأضاف: ومع ذلك فإنه فى حالة انتشار الوباء وتأكيد الاطباء حدوث ضرر حقيقى وليس ظنيا، ولا مفر منه، واستشرى الوباء ،فإن دفع الضرر المحقق (العدوى) مقدم على المصلحة (الصلاة فى المسجد)، ويجوز فى تلك الحالة اتخاذ أى تدابير، وقصر الصلاة على الخلاء، أو بحث العمرة بشرط تساوى كل التجمعات فى هذا الأمر، ومنها دور السينما ووسائل المواصلات بكل أشكالها. واتفق الدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمعى البحوث الاسلامية وفقهاء الشريعة بأمريكا مع الرأى السابق، وقال إن الأطباء هم أصحاب القرار، فإن رأوا أن التجمعات تنشر المرض، فلا مانع شرعا من قصر صلاة الجمعة على الخلاء، ويمكن إلغاء أداء العمرة حتى لو قام المعتمر بدفع المصروفات، لأنه فى هذه الحالة ينال أجر وثواب أداء العمرة، ويأخذ حكم «الاحصار الشرعى» أى الذى يريد تأدية عبادة ولم يصل إليها لعذر خارج عن إرادته. وقال إنه لا مانع أيضا من استخدام الكمامة فى صلاة الجمعة إذا رأت منظمة الصحة العالمية أو الجهات الطبية المصرية أهمية هذا الاجراء. وشبه هذا بمن لا يستطيع السجود ويصلى على كرسى، وقال إن الصلاة صحيحة. وأشار إلى أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أمر مجموعة من الحجاج بالرجوع قبل أن يصلوا الى بلدة فى طريقهم ينتشر فيها الطاعون. وحينما رأى أحد الصحابة أن هذا فرار من القدر، قال عمر: «نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله».