بلاك تيما.. وسط البلد.. نغم مصرى.. soap kills.. بشير.. أسماء استطاعت أن تشق طريقها وسط أمواج البحر الغنائى المتلاطم الباحث دائما عن «التقليعة» والموضة لكنها وربما لرغبة منها فى تحقيق فكرهم الموسيقى والغنائى الخاص، قرروا أن ينحتوا فى صخور الغناء من أجل نشر تجاربهم. و«الشروق» تفتح ملف هذه الفرق والتجارب وتلقى الضوء على تجربة الغناء المختلف بعد أن تعدى حدود الحيز الضيق، ووصوله إلى قاعدة جماهيرية أكبر. بشير هو حالة خاصة جدا من الغناء المصرى المختلف بدأ الغناء منذ 15 عاما رافعا شعار دعونا نغنى مع الجمهور بدلا من الغناء عليهم وهو يغنى الفولكلور الجنوبى تحت اسم «أغانى من الجنوب» ويؤكد بشير أن المنتجين يخافون المغامرة لذلك قررت أن أخوضها بنفسى. بشير يغنى فى أماكن عديدة منها ساقية الصاوى ومهرجان القلعة للغناء وبيت الهراوى ومسرح الجنينة بالأزهر. وهو يعد حاليا لألبومه الأول الذى يتمنى أن يخرج للنور قريبا. (أفلت زمام أمالك هاتلاقى الكون أبالك.. مالفرحة هية لحظة يشبع فيها جنانك.. مجنون والحب غاية بحلم من غير نهاية.. أمانة يا بحر طبطب على شمس تكون مرايا). هذه هى الكلمات التى اختارها فريق «بلاك تيما» لكى تعبر عنه.. وهو فريق مكون من «أحمد بحر» و«أمير صلاح» و«محمد عبده»، وهم ثلاثة شباب من أصحاب البشرة السمراء فى منتصف العشرينات ويقدمون غناء ينتمى للسلم الخماسى المميز لأهالى النوبة بساقية الصاوى ومسرح روابط فى وسط البلد والمهرجانات الموسيقية ويعانون أيضا من غياب الرغبة فى المغامرة لدى المنتجين وإن كانوا قد شقوا طريقهم من خلال غنائهم لأغنية فيلم «ألف مبروك» ووجود أغنيتين لهم داخل أحداث فيلم «بالألوان الطبيعية» أطلقوا منذ عدة أشهر أول ألبوماتهم. بالرغم من كونه ابن الفنان الكبير على الحجار إلا أن أحمد الحجار قرر أن يخوض التجربة منطلقا من حبه للموسيقى ورغبته فى الاختلاف، عن والده. أحمد يغنى ما كتبه محمود درويش وصديقه أحمد حداد وسيكون شهر رمضان المقبل فرصته لتأكيد وجوده فى هذا النوع من الموسيقى المغايرة. أحمد لا يتعجل إطلاق ألبومه الأول بل يعلن انتظار فرصته وتأكيد أكثر لبنائه قاعدة جماهيرية كبرى. أما فريق وسط البلد فهو يستعد لإطلاق ألبومه الثانى بعد أن أكد قاعدته الجماهيرية من خلال حفلاته فى الساقية أيضا وفى الإسكندرية ومهرجان sos الذى يتم عقده كل فترة لمثل هذه النوعية من الغناء وقيامهم كفريق أو من خلال مطربهم هانى عادل بغناء أغانى الأفلام ووضع موسيقاها التصويرية. وسط البلد يتبناه فنيا المخرج طارق العريان. ومع اقتراب ذكرى الراحل أحمد منيب يقوم أبناؤه بتكوين فريق يحمل اسمه سيعلنون انطلاقته فى ذكراه وسيقوم الفريق بتقديم ألحان الراحل ومجموعة من الغناء المنتمى للتراث النوبى. هناك فريق «نغم مصرى» الذى يرأسه شربينى أحمد بعد انفصاله عن فريق يحيى غنام ليقدم تجربته الخاصة فى الاستعانة بأغانى الشيخ إمام وكلمات أحمد فؤاد نجم وفؤاد حداد وصلاح جاهين ليقدم الفريق أغانيهم فى ساقية الصاوى ونقابة الصحفيين والحفلات الرمضانية وما زال شربينى يحلم بأسطوانته الأولى كما هى عادة مطربى الغناء البديل. وبرغم قيام الدولة ممثلة فى صندوق التنمية الثقافية بإنتاج ألبوم غنائى لوجيه عزيز إلا أنه مازال هو الآخر يعانى من عدم وجود أماكن للغناء كافية ليقدم فيها ما يريد. عزيز هو ملحن وموزع اكتسب شهرته من العمل مع محمد منير وتوزيعه لأغانى فيلم هيستريا للراحل أحمد زكى. وهناك أيضا فريق لبنانى بعنوان soap kills مكون من الأخوين ياسمين حمدان ومعتز حمدان وهو الفريق الذى استعان بأغانيه المخرج أسامة فوزى فى فيلمه الأخير «بالألوان الطبيعية». وقامت ياسمين بإصدار ألبومها الأول مؤخرا فى بيروت وهو يحمل اسمها. وهناك فيروز كراوية الطبيبة التى تهوى الغناء وكما أكدت لنا أنها تقدم موضوعات مختلفة تخصها هى وبنات جيلها وقد غنت من قبل أغنية فيلم «أسرار البنات» وكتبت أيضا سيناريو فيلم قصير لعبته هند صبرى هو «صباح الفل» وتغنى كراوية أيضا فى ساقية الصاوى والمراكز الثقافية وسجلت 4 أغان وتستعد حاليا لتقديم أول ألبوماتها مؤكدة أن المهم لمن يقدموا مثل هذه النوعية من الغناء الذى يخاطب الوجدان ويمثل حالة خاصة لكل من يقدمه هو توفير أماكن للتواصل مع الجمهور وللبروفات فهذه هى المشكلة الرئيسية. وهكذا نجد أن السينما قد التفتت لمن يرفعون شعار الغناء البديل بينما هم يحلمون بجوارها بنظرة من السوق الغنائية.. فهل يحدث هذا؟!