استقبل محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف، اليوم السبت، وفدًا صينيًّا كبيرًا، برئاسة السيد تشو وي تسيون، نائب رئيس جمعية الصداقة، مع المغتربين الصينيين، يرافقه السفير الصيني بالقاهرة للتعرف على التجربة المصرية في إدارة الشؤون الدينية. واستعرض زقزوق مع الوفد الصيني جهود وزارة الأوقاف في نشر الدعوة الإسلامية، من خلال الإشراف على المساجد التي بلغ عددها نحو 107 آلاف مسجد وزاوية، وتعيين الدعاة وتأهيلهم للقيام بدورهم في التوعية السليمة، بالإضافة إلى استثمار أموال الوقف الخيري ودور المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في التعريف بالإسلام الصحيح في الخارج. الدستور المصري والمواطنة وأوضح زقزوق أن المادة الأولى من الدستور المصري تنص على المواطنة والمساواة الكاملة في الحقوق والواجبات لجميع المصريين دون الالتفات إلى الجنس أو اللون أو الدين، موضحًا أن إقامة الشعائر مكفولة للجميع، فالمسلم يؤدي شعائره في المسجد والمسيحي في الكنيسة دون أي تمييز أو قيود. وأشار إلى التنسيق الكامل بين المؤسسات الدينية الإسلامية التي تشمل مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء، وكذلك بين المؤسسات الإسلامية والكنيسة القبطية، وأن التعاون بينهم قائم على أساس من الأخوة والمحبة، من أجل خدمة الوطن وتحقيق الأمن والاستقرار للمواطنين. الأفكار المتطرفة وفي رده على استفسار للوفد الصيني حول وجود بعض الأفكار المتطرفة، أكد الدكتور وزير الأوقاف أن مصر عرفت على مدى التاريخ بتسامح شعبها، وقدرتها على التعايش بين الجميع دون تعصب أو تطرف، وأنها استطاعت خلال السنوات الأخيرة من القرن الماضي القضاء على مظاهر التطرف والإرهاب التي هددت المجتمع المصري، ولا تزال مصر قادرة على التصدي لأي أخطار تهدد أمنها واستقرارها بفضل تماسك أبنائها ورؤيتها المعتدلة للعلاقة بين الجميع. وضع الإخوان وردًّا على سؤال آخر للوفد الصيني عن تنظيم "الإخوان"، ووضعه داخل النسيج الوطني المصري، شرح وزير الأوقاف تطور هذا التنظيم منذ بدايته في عام 1928 كجماعة دعوية وتحولها إلى العمل السياسي والاغتيالات السياسية، ثم حلها في عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومنذ ذلك التاريخ لم يعد لها أي كيان شرعي، فلا هي بالحزب السياسي أو الجمعية الدينية أو الخيرية، وأن فشلهم في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بوصفهم مستقلين سببه انصراف المواطنين عنهم، لأدائهم غير الموفق في الدورة البرلمانية السابقة. وأكد وزير الأوقاف العلاقات القوية التي تربط بين مصر والصين، مشيرًا إلى زيارته للصين عام 1999، واطلاعه على أحوال المسلمين هناك، وبخاصة في إقليم شينج يانج ولقاءاته مع وزير القوميات والجمعية الإسلامية الصينية.