أكد الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، في مقابلة مع قناة الجزيرة، أمس الجمعة، أن شمال السودان وجنوبه يمكن أن يشكلا اتحادا على نمط الاتحاد الأوروبي، إذا اختار الجنوبيون الانفصال في الاستفتاء، المقرر يوم الأحد المقبل. وأضاف البشير أن الجنوبيين يمكن أيضا أن يحصلوا على حقوق حرية الحركة والإقامة والعمل والتملك في السودان بعد الانفصال، لكنه أضاف أنهم لا يمكن أن يكونوا مزدوجي الجنسية. وتمثل هذه، أحدث التصريحات التصالحية من جانب البشير، قبل يومين من بدء الاستفتاء، بشأن تقرير مصير الجنوب من الوحدة. وقال البشير، إنه لا يتحدث عن اتفاقية للدفاع المشترك، وأن المناقشات تدور بين الجانبين بشأن "قيام اتحاد بين الشمال والجنوب لرعاية المصالح المشتركة، أمنية كانت أو سياسية أو اقتصادية، وفي هذا الصدد نضرب مثلا بالاتحاد الأوروبي." ولم يحدد الرئيس السوداني المشاركين في المناقشات، لكن زعماء الشمال والجنوب يجرون مفاوضات بشأن كيفية اقتسام عائدات النفط والديون وقضايا أخرى، بعد تصويت الجنوبيين المتوقع بالانفصال. وقال إن هناك حاجة للاتفاق بشأن "الحريات الأربع"، في إشارة إلى اتفاق قائم يمنح المصريين حقوقا في السودان، ومن بينها حق الإقامة والعمل والدخول بدون تأشيرة، وحق التملك والتجارة. وقال البشير، إن الجنوبيين لا يمكنهم الاحتفاظ بجنسيتي الجنوب والشمال معا بعد الانفصال، وإنهم سيمنعون من تقلد وظائف حكومية. وحذر البشير قبيلة الدنكا نقوك، المرتبطة بالجنوب، من ضم منطقة آبيي الوسطى المتنازع عليها، قائلا إن ذلك قد يؤدي إلى صراع. ووضع آبيي قضية أخرى يتعين حلها في تحول الجنوب المتوقع إلى الاستقلال، إلى جانب وضع الحدود بين الشمال والجنوب. وأقر أعضاء بارزون في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، الذي يتزعمه البشير، أن الجنوبيين أقرب إلى التصويت لصالح الانفصال في الاستفتاء، الذي يستمر أسبوعا، الذي من المقرر أن يبدأ في التاسع من يناير. وسيجري هذا الاستفتاء بموجب اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين الشمال والجنوب في عام 2005، والتي أنهت عقودا من الحرب الأهلية بين الجانبين، أودت بحياة ما يقدر بمليوني شخص، وأجبرت 4 ملايين على الفرار من ديارهم. وسادت شوارع مدينة جوبا عاصمة الجنوب حالة من البهجة، مع قيام أنصار الاستقلال بالرقص والهتاف، وتنظيم التجمعات الحاشدة. وقال روبرت بيتيا، وهو سائق سيارة أجرة من جوبا، "أشعر بإحساس عظيم، لأننا سيكون لنا دولة خاصة بنا حرة ونزيهة، وبها عدل ومساواة." وزار البشير جوبا، يوم الخميس الماضي، ووعد بقبول نتيجة الاستفتاء. وقال علي كرتي، وزير الخارجية السوداني للصحفيين في الخرطوم الخميس الماضي، إنه إذا جرى الاستفتاء بطريقة سليمة دون تدخل فإن الخرطوم ستكون أول دولة تعترف بالجنوب، وستكون لها أول سفارة في الجنوب. وقال جوزيف لاجو، نائب رئيس السودان سابقا، الخميس الماضي، إن شمال السودان وجنوبه بحاجة لهيئة مشتركة لتنسيق القضايا السياسية والاقتصادية بعد الاستفتاء، مثل تكتل مجموعة شرق إفريقيا (إياك) التجاري، الذي يضم 5 دول.