فرضت أحداث رأس السنة الحزينة نفسها على ندوة الدكتور يوسف زيدان التى عقدها مساء الثلاثاء الماضى فى مكتبة الشروق بالزمالك، وهو الأمر الذى كان يتوقعه حضور الندوة الذين حرصوا على الحضور مبكرا لتوقيع أحدث روايات زيدان «النبطى». قبل أن يبدأ فى الحديث عن «ماريا» المصرية بطلة روايته الجديدة، تحدث عن «التفجير الذى لايزال متفجرا» وهو الأمر الذى اعتبره زيدان محزنا جدا، «أخطر من الفعل رد الفعل، وأخطر ما فى رد الفعل هو إخراج الفعل عن سياقه»، وعبر عن استيائه من تصريحات بابا الفاتيكان التى اعتبر أنها «متاجرة بالألم»، فيما اعتبر أن تصريحات البرادعى فى المقابل عقب الأزمة «متاجرة بالأمل»، وقال «هذا الحادث يستدعى الحزن والألم وليس الغضب وتكسير السيارات، هذه لحظة حزن حقيقى لبلد كتب عليه أن يتعثر، وكلما لاح أمل يأتى أصحاب المصالح ومنها بيان بابا الفاتيكان وبيان البرادعى الذى طالب بتدويل مشكلة النوبة». قدّم المخرج السينمائى خالد يوسف الدكتور يوسف زيدان الذى أكد ما وصفه ب«فن الصورة» فى أدب زيدان، فيما تحدث إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة دار الشروق، عن كتب يوسف زيدان بوصفها الأكثر مبيعا على مدار العام الماضى، حيث تقدمت كتبه الثلاثة «اللاهوت العربى» و«عزازيل» و«النبطى» قائمة الأفضل مبيعا لمكتبات «الشروق» و«ديوان»، وكذلك روايته «ظل الأفعى». كشف زيدان خلال اللقاء عن تلقيه ثلاثة عروض لترجمة رواية «عزازيل» إلى اللغة العبرية، وتحدث عن موقف وكيله الأدبى من العروض، معتبرا أن رفضه للترجمة سيعرضه لتهمة معاداة السامية، وقال إنه ليس له موقف معادٍ من اللغة العبرية فى حد ذاتها ولكن موقفه مناهض للكيان الإسرائيلى، وهو ما جعله فى النهاية يتوصل للاتفاق مع دار نشر Atlantic باعتبار أنه لا علاقة لها بالكيان الصهيونى وإنما ستنقل عمله مترجما للغة العبرية. تحدث صاحب «النبطى» عن «استحضاره» للأماكن التى دارت بها الرواية، بما فى ذلك سيناء ووادى عربة وغيرهما من المناطق الساحرة التى مرت بها رحلة ماريا فى «النبطى»، وتحدث عن أهمية اللغة بالنسبة له، وأنه يعتبرها إحدى القضايا الكبرى عنده «بعيدا عن الهرج الذى يذهب إلى أن اللغة قد ماتت، أقول إذا ماتت اللغة سنموت معها»، واعتبر أنه لا صحة إلى أنه يوجد التباس بين الأدب والتاريخ، فما نسميه تاريخا لا يقل أهمية عن أى نص أدبى فالتاريخ عبارة عن وقائع وسرد للوقائع، وقال «طالما إن النص يعبر عن إنسان فهو واقعى، ونحن اعتدنا بشكل مدرسى سيئ على أن نؤرخ للبلاد عن طريق سيرة الملوك، وعلى نحو ما رأيت فى التاريخ كان الحكام هم أسوأ الناس فى أزمانهم»، وطالب بأن نغير تصوراتنا عن التاريخ كى نستطيع أن نرى بشكل أفضل.