يلتقى الدكتور يوسف زيدان بقرائه فى السابعة من مساء اليوم بمكتبة الشروق بالزمالك. يتناول اللقاء أحدث إصدارات الدكتور زيدان وهى رواية «النبطى» التى تدور على خلفية تاريخية متلاطمة من أحداث القرن السابع الميلادى. ويسعى يوسف زيدان فى «النبطى» إلى تلمس الجوهر البسيط لما هو فعلا إنسانى فى محيط من القسوة واللاإنسانية. فى ذلك التاريخ كان الصراع على أشده بين الإمبراطورية البيزنطية والفارسية. كانت المسيحية ممزقة بين مذاهبها التى تتصارع بلا هوادة، وكان الإسلام يتأهب لفتح العالم بلا تردد، واليهود مضطهدون أينما حلوا. وسط ذلك الصخب تسعى «النبطى» إلى كشف النقاب عن حقيقة الأنثى ممثلة فى «ماريا» تلك الفتاة الفقيرة القبطية التى تعيش سنوات مراهقتها فى مصر البيزنطية الفارسية. بعد «عزازيل» روايته الأعلى مبيعا والفائزة بجائزة البوكر العربية يرسم يوسف زيدان فى «النبطى» لوحة غنية التفاصيل وممتلئة بالحياة رغم الفقر الشديد الذى تقوم على تصويره. تولد «ماريا» فى قرية على ضفاف دلتا النيل، بعيدا عن تعقيدات الحياة فى المدن الكبرى، قبل أن تتنقل بين حيواتها الثلاث التى تُحدثنا عنها؛ فى قريتها المصرية، ثم فى رحلتها الصحراوية، وأخيرا فى بلاد الأنباط التى كانت تفصل حينها بين الشام شمالا والصحراء العربية جنوبا، والتى تكشف عنها الرواية بمعنى لا يتطرق إليه التاريخ فى العادة. «ماريا» هى الراوية هنا، تحكى لنا مرة بحكمة إدراك الأحداث بعد وقوعها، ومرة أخرى باضطراب يورطنا معها لنفهم ما لم تفهم.. فتظل أنوثتها رغم تلك الخلفية التاريخية والإنسانية الثرية هى مناط الحدث وصانع ذروته. فكلما زادت روحها اضطرابا، تذوى براءتها شيئا فشيئا لصالح التشكك والألم اللذين يصبغان تطورها كامرأة.