الدكتور يوسف زيدان باحث وروائي ودارس للفلسفة الإسلامية ، له في عالم الإبداع القصصي روايتان "ظل الأْفعي" و"عزازيل" التي حصل بها علي جائزة البوكر العربية وأثارت من حوله الكثير من الزوابع الفكرية ، لم ينتظر هدوء هذه العواصف ، واستمر في مسيرته الإبداعية وانتهي منذ أيام قليلة من روايته الجديدة »النبطي«. الرواية الجديدة تتألف من ثلاثة أقسام (حيوات) وتقع في (320) صفحة من القطع المتوسط. يقول د. يوسف زيدان : إن روايته الجديدة تنزع علي المستوي السردي إلي الشعرية، حيث يأتي نصُّها علي لسان الفتاة المصرية (مارية) التي كانت تعيش بكفر من الكفور الصغيرة الواقعة في المنطقة التي نسميها اليوم: محافظة الشرقية.. وهي منطقة كان يعيش فيها العرب (الأنباط) ويتاجرون، من قبل الفتح العربي الإسلامي لمصر، بزمن طويل. والأحداثُ الروائية التي تقع زمنياً في العشرين سنة التي سبقت فتح مصر، وفي محيط جغرافي يمتد من دلتا النيل إلي جنوب الأردن (حالياً) مروراً بسيناء وبلدة أيلة (إيلات) تحكيها مارية التي خطبها تاجر نبطي ورحل بها من مصر مع إخوته، ثم استقرت بالناحية المسماة اليوم (البيضا) أو البتراء الصغيرة، الواقعة خلف المنطقة الأثرية الشهيرة (البتراء) ذات العمائر المنحوتة في الجبال. وتشهد بطلة الرواية بشكل عارض، عمليات التجهيز لغزو مصر، علي هامش الوقائع الحياتية المضطربة (والثرية) التي عاشتها بمضارب الأنباط، وهم جماعة كبيرة من العرب، كانت لهم مساهمة كبيرة في حركة الفتوح، لكنها مساهمة منسية في وعينا المعاصر.. النبطي، هو أخو زوج البطلة، وهو شخصية روائية لإنسان كان يريد أن يصير نبياً. ويؤكد يوسف زيدان أن (النبطي) سوف تصدر عن "دار الشروق" وكانت الشروق أصدرت الشهر الماضي، الطبعة (العشرين) من رواية عزازيل .. وهو ما يؤكد أنها الرواية التي استطاعت بعد عامين من صدورها (بداية العام 2008) أن تكون أوسع الأعمال الإبداعية انتشاراً في تاريخ الأدب العربي الحديث، وأكثرها شهرة وأعلاها مبيعاً. فبالإضافة إلي المائة ألف نسخة (قانونية) التي نفدت منها، صدرت لها أكثر من عشر طبعات مزوَّرة (مصورة) في سوريا ولبنان والجزائر. علاوة علي ما يزيد عن سبعمائة ألف نسخة رقمية، تم تحميلها من مواقع الإنترنت التي تتيح تحميل النص الكامل للرواية بشكل غير قانوني! ولكن الإحصاءات الصادرة عن دار الشروق، تشير إلي أن كتاب يوسف زيدان الصادر مؤخراً (اللاهوت العربي، وأصول العنف الديني) قد يفوق رواية عزازيل شهرةً وتوزيعاً، حيث تصدر بعد أيام الطبعة السادسة منه، بعد نفاد خمس طبعات متتالية من هذا الكتاب الذي صدرت طبعته الأولي منذ شهور قليلة، شهدت اهتماماً كبيراً بالكتاب علي مستوي القارئ العام في مصر والبلاد العربية، وجدلاً واسعاً في الأوساط المتخصصة. وهو ما تدل عليه المقالات الكثيرة التي تناقش الكتاب، التي يتوالي ظهور الجديد منها كل بضعة أيام. وبصدور رواية (النبطي) تكون أعمال يوسف زيدان المنشورة قد بلغت قرابة الستين كتاباً، منها كتاب (الشامل في الصناعة الطبية) الذي يقع في ثلاثين جزءاً. وهو الكتاب الذي حصل به علي جائزة "دولة الكويت" من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي (عام 2005) بعد صدور طبعته الأولي عن المجمع الثقافي بأبو ظبي (الإمارات) ومن المنتظر أن تصدر طبعته الثانية في مصر. وصرح يوسف زيدان بأنه سيقدم قراءات من رواية (النبطي) في صورتها النهائية، في ندوة خاصة سوف تعقد خلال الأسبوع القادم بمركز المؤتمرات بمكتبة الإسكندرية، يديرها د. إسماعيل سراج الدين (مدير المكتبة).