سادت حالة من الهدوء منذ ظهر أمس الأول حتى المغرب أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية، وهى الفترة التى شهدت زيارة وزيرة القوى العاملة عائشة عبدالهادى لضحايا الحادث بمستشفى شرق المدينة الواقعة على ناصية الشارع المؤدى للكنيسة. أعقب هذا تشديد الأجهزة الأمنية رقابتها على الكنيسة والشوارع المحيطة بها قبل أن يبدأ عدد من المتظاهرين الأقباط والمسلمين الهتاف بالميدان المواجهة للشارع المؤدى للكنيسة دون تدخل الأمن إلا بعدما تعالت الهتافات وتزايد العدد بشكل كبير الأمر ودخلت قوات الأمن فى مواجهات عنيفة مع المتظاهرين. هذا التطور السريع للأحداث أدى إلى تدخل اللواء محمد إبراهيم مدير أمن الإسكندرية بإلقاء كلمة قصيرة للمتظاهرين أكد فيها أن الجريمة تمس جميع أبناء الوطن، طالبا من قوات الأمن عدم التعدى بالضرب على أى شخص يتم احتجازه أو توقيفه من المتظاهرين. وفور توقف المواجهات بعد إصابة عدد من ضباط وعساكر الشرطة، قرر اللواء محمد إبراهيم السماح للمتظاهرين بتنظيم وقفة وتظاهرة سلمية بموقع الجريمة أمام الكنيسة والمسجد يشترك فيها المسيحيون والمسلمون على السواء. وكشف اللواء محمد إبراهيم فى تصريحات ل«الشروق» أن جميع من تم احتجازه خلال مواجهات اليومين الماضيين قد تم إخلاء سبيله قبل جنازة الضحايا موضحا أن الاحتجاز كان لاحتواء الموقف وتهدئة الأجواء، مبينا أنه أعطى تعليماته بعدم التعدى على أى محتجز. وفى صباح أمس حضر عدد من العاملين والفنيين التابعين لشركة المقاولون العرب لدهان واجهة الكنيسة والمسجد إلا أن محتجين من الأقباط رفضوا بدعوى «أن تظل دماء الشهداء على واجهة الكنيسة شاهدة على الجريمة» على حد قولهم.