تواصلت ردود الأفعال الغاضبة إزاء ما شهدته كنيسة القديسين فى محافظة الإسكندرية ليلة رأس السنة، وصدرت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية عشرات البيانات، من محافظين وأحزاب ومراكز حقوقية، اتفقت جميعها على التنديد بالجريمة وإدانتها، فيما اختلفت الجهات المصدرة لها فى مطالبها، وحول من يتحمل مسئوليتها. من المنيا، رصد مراسلنا ماهر عبدالصبور، إدانات أعلنتها مؤسسات مجتمع مدنى، وأحزاب سياسية ومجالس محلية بالمحافظة لتفجيرات كنيسة القديسين، ووصفته فيها بأنه «إجرامى، يستهدف مصلحة مصر العليا». وأصدر حزب الغد فى المنيا بيانا طالب فيه بإقالة حبيب العادلى، وزير الداخلية «لإهماله الجسيم فى التعامل مع التهديدات التى أطلقها مسبقا تنظيم القاعدة ضد أقباط مصر»، حسبما ذكر البيان. كما أدان بيان حزب الغد تصريحات اللواء محمد عبدالفتاح عمر، وكيل لجنة الأمن القومى بمجلس الشعب، التى قال فيها إن البرلمان البديل هو السبب فى الحادث الإرهابى، ووصفتها ب«التصريحات غير المسئولة». وطالب حزب الغد بإعلان الحداد القومى العام على «شهداء الإسكندرية»، وناشد «جميع المصريين الشرفاء بالوقوف صفا واحدا فى مواجهة هذه الهجمة الشرسة على وحدة وسلامة الأمة المصرية». كما عقد حزب الدستورى الحر فى مدينة ملوى مؤتمرا لإدانة الجريمة، وأصدر بيانا يدعو إلى «الأخذ فى الاعتبار تصريحات نائب رئيس المخابرات الإسرائيلية الذى صرح مؤخرا بأن الموساد كان على علم بحوادث الإرهاب التى شهدتها أرض مصر قبل وقوعها». وطالب بيان صادر عن اتحاد النساء التقدمى فى حزب التجمع بأسيوط أعضاء الحزب بالتوجه يوم الخميس المقبل إلى كنائس أسيوط، لحضور صلوات عيد الميلاد. وحمّل البيان المناهج التعليمية مسئولية الحادث، واتهمها ب«إذكاء التعصب»، وقال إنها «أحادية التفكير، ولا تؤمن بالتعدد، ولا بإعمال العقل، وتخرج خريجين منغلقين على أنفسهم وغير منفتحين على الآخر». ووصفت سناء السعيد أمينة الاتحاد بأسيوط الحادث بأنه «أحط أنواع الإرهاب والإجرام، لأنه يستهدف إشاعة روح الفرقة، ويقوم على تفكير تكفيرى، وهو لا يستهدف المسيحيين فقط، وإنما يستهدف الشعب المصرى كله». وحمّل بيان صادر عن أقباط متحدون والحركة الشعبية الديموقراطيه للتغيير (حشد) والحملة الشعبية لدعم الدكتور البرادعى وحركة شباب 6 إبريل وشباب العدالة والحرية وشباب حزب الجبهة واتحاد شباب الغد والاشتراكيين الثوريين وتيار التجديد الاشتراكى، «الجهات المعنية فى الدولة» مسئولية الحادث. وأدان البيان، كما ذكر الزميل علاء شبل، محاولات التمييز بين المصريين على أساس الدين، والمتاجرة الرخيصة باسم الله سعيا لاستدراج البسطاء إلى توجيه سخطهم على واقعهم المرير نحو إخوتهم الشركاء فى الوطن، بدلا من مواجهة المسئولين عن هذا الواقع. وتوافد المئات من المسيحيين فى القليوبية على الكنائس لأداء قداس الأحد، أمس، وشهد الزميل حسن صالح، قيام بعض المسلمين بتقديم الورود والحلوى للمصلين فى كنيستى بنها وشبرا، تعبيرا منهم عن المشاركة والمواساة فى هذا المصاب. وأصدر اتحاد طلاب جامعة الفيوم بيانا، باسم 20 ألف طالب وطالبة بالجامعة، استنكر فيه «الحادث الارهابى الغاشم»، مؤكدا «وحدة الصف المصرى فى مواجهة الإرهاب الذى يستهدف زعزعة أمن مصر واستقرارها». وفى أولى مهامه بعد تولى منصب مدير أمن القليوبية، شدد اللواء فاروق لاشين على تكثيف الإجراءات والتدابير الأمنية حول الكنائس، وأعلنت حالة الاستنفار الأمنى بين ضباط وجنود وأفراد الشرطة خشية وقوع أية حوادث على خلفية حادثة الإسكندرية. وأصدر مركز الحرية لحقوق الإنسان بالقليوبية بيانا يدين الحادث «الإرهابى الغاشم»، حسب وصفه، مطالبا بإعدام الجناة فى ميدان عام. كما أرسل عدلى حسين، محافظ القليوبية، برقية عزاء إلى البابا شنودة الثالث، أدان فيها الحادث، ووصفه بأنه «طعنة غائرة وجهتها الأيدى الخائنة إلى قلوب المصريين جميعا». وأقامت كنائس وإبراشيات أسيوط صلاة من أجل ضحايا حادث الانفجار، ودعا القساوسة لحفظ مصرنا من كل سوء، حسبما قال القس إبرام ثروت، وكيل مطرانية ديروط، للزميل إسلام رضوان. ووصف القمص ميخائيل استراس، وكيل مطرانية الأرثوذكس فى الفيوم، الحادث ب«المفجع والمؤلم»، وقال للزميل ميشيل عبدالله، مراسل «الشروق» فى الفيوم، إن مطالب البعض بإلغاء احتفالات عيد الميلاد يعنى إلغاء الصلاة فى الكنائس وهو ما يريده منفذو الحادث، مستبعدا إلغاء الصلوات. وأعلنت أحزاب المعارضة والقوى الوطنية فى السويس تنظيم حفل تأبين لضحايا الحادث، وأصدروا بيانا قالوا فيه إن التطرف والارهاب هو نتيجة الاستبداد وغياب الديمقراطية وقمع الحريات ومصادرة السياسة من المجتمع والحكم بالطوارئ. واتهم بيان المعارضة فى السويس أجهزة الأمن بالتقصير فى حادث الإسكندرية رغم وجود تحذيرات مسبقة.