بعد أن ينتهى حازم الركابى، 25 سنة، من عمله كمهندس فى شركة أجهزة تكييف، يتفرغ لهوايته المفضلة، كتابة أغانى الراب. «الموضوع مافيهوش فلوس، لكنه هواية زى الصيد بالضبط». أسمر بملامح غليظة وملابس فضفاضة أشبه بمغنى الهيب هوب السود فى الولاياتالمتحدة. عشق حازم موسيقى الراب الأمريكية، بكلماتها الجريئة وأسلوبها الذى يعتمد على الكلمات والمعنى أكثر مما يعتمد على الموسيقى واللحن. متوسط الأغنية 3 «بارات» أى مقاطع، كل مقطع من نحو 16 جملة، أى أن الأغنية التى لا تتجاوز 3 دقائق تحوى داخلها 60 جملة، «ممكن تناقش فيها موضوع كامل من أوله لآخره». عام 2005 تعاون حازم مع اثنين من أصدقائه فى إنشاء فريق لموسيقى الراب العربية، وبعد عدة أسابيع فى التحضير والبروفات نشأ فريق «203»، ويشير رقم 2 إلى كود الهاتف الدولى لمصر، و03 إلى كود محافظة الإسكندرية التى ينتمى لها أعضاء الفريق. بعد فترة من نشر الأغانى على الإنترنت من خلال المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعى، قد الفريق مجموعة من الحفلات فى مكتبة الإسكندرية، وبعض كافيهات الإسكندرية، ثم قدموا هذا العام أولى حفلاتهم فى القاهرة بساقية الصاوى. الأعوام العشرة الأخيرة شهدت ظهور مئات الفرق المستقلة فى مصر. موسيقى وأفلام وفنون جديدة قد لا تكون جيدة بالضرورة، لكنها تقدم فى كل مرة تجربة جديدة موازية للفن الاستهلاكى التقليدى. ثقافة مغايرة «underground» تهدف أحيانا للاختلاف بهدف الاختلاف. يرى حازم أن السبب الرئيسى لظهور فرق الراب العربية الشبيهة بفرقته هو ظهور التكنولوجيا التى تسمح بإنتاج فنا بأدوات بسيطة، بعيدا عن الكهنة المتحكمين فى شركات الإنتاج واستديوهات المحترفين. برنامج «فروت لوبس» على جهاز كمبيوتر يكفى فرقة «203» لصناعة إيقاعات الراب السريعة المتكررة، وورقة وقلم وميكرفون ووصلة إنترنت وبعض الإبداع هو كل ما يحتاجونه لنشر فنهم لكل من يهتم. «الفن المنتشر رتيب ومكرر لأن هدفه أن يعجب أكبر كم من الناس لتحقيق أكبر عائد مادى ممكن»، ولأن حازم وأمثاله لا يسعون وراء الربح المادى بقدر ممارسة متعة الفن فى حد ذاتها، فهم يكتفون بإنتاج نحو 5 أغانى فى العام على الأكثر، فالمهم هو الاستمتاع الشخصى بالإبداع بعيدا عن حسابات الربح والخسارة. وخلال العقد الأخير أتاحت مسارح «داون تاون» وساقية الصاوى ودرب 1718 وغيرها من المراكز الثقافية، مساحة مفتوحة للمواهب الشابة التى لم يكن لها متنفس.