img border='0' alt='خواطر سينمائية ميكروفون احمد عبد الله بين' البوب' و' الهيب هوب'1 2' title='خواطر سينمائية ميكروفون احمد عبد الله بين' البوب' و' الهيب هوب'1 2' src='/MediaFiles/71170_49m_14_12_2010_55_0.jpg' فن الهيب هوب هو فن الموسيقي السوداء التي أبتكرها زنوج الولاياتالمتحدة في بداية السبعينيات في منطقة برونكس بنيويورك كتعبير عن حالة الغضب الكامنة داخلهم من أجل الحصول علي حقوقهم المدنية و التي قد كانوا قد قطعوا شوطا كبيرا فيها و حققوا الكثير من النجاحات في الستينيات إبان فترة الرئيس كينيدي و لكن العنصرية كانت لا تزال تكمن داخل نفوس الكثيرين. كان الهيب هوب هو الصوت الجديد لزنوج أمريكا كما كانت موسيقي الجاز و البلوز هي صوت أجدادهم, و بدء الهيب هوب مع ظهور( الدي جي) المتحكم في الأسطوانات داخل الديسكو يتحكم في حركة دورانها بأصبعه فيشوه اللحن الصادر منها و لكنه يكون لحن مواز, تلي ذلك ظهور رقص الشوارع الذي عرف باسمBreakdance حيث هو أقرب للحركات الأكروباتية أكثر منه للرقص, هذا بالإضافة لفن الرسم علي الجدران بواسطة مضخات الألوان و المعروف باسمGraffiti, و كانت موسيقي الرب هي التطور الأخير و الأكبر في عالم الهيب هوب, حيث تنظم كلمات مقفاة مرتجلة في معظم الأحيان, تلقي مع نغمات موسيقي إيقاعية يتمايل عليها المستمعون. يتحدث مطرب الراب في معظم الحالات عن نفسه و مشاعره معبرا عما يكمن داخله من غضب و نقمه علي المجتمع. أما البوب أرت أو فن البوب فقد ظهر في الستينيات في المملكة المتحدة مع الفنانين, ريتشارد هاميلتون و أدوردو باولوزي, لينتقل إلي الولاياتالمتحدة مع الفنان أندي وارول. البوب ار في مجال الفن التشكيلي يقوم علي فكرة كسر قدسية الفن التشكيلي التقليدي عبر تحويل لوحات و صور فوتوغرافية إلي نسخ مشوهة من خلال سيادة لون واحد أو حتي عبر اللعب في التكوين و يعتبر الكثيرين أن فن البوب كان البداية لظهور فن الأفيش الإعلاني الذي جسد نفسه بعد ذلك منذ بداية الثمانينيات في أوج حقبة الاستهلاك الموسع التي اجتاحت دول الشمال. تلك المقدمة مهمة للكتابة عن فيلم' ميكروفون' لأحمد عبد الله, ليس فقط لأنه قدم فيلما عن الشباب من مجموعات فرق الهيب هوب و الراب في إسكندرية مع إشارة إلي فناني الرسم علي الحوائط و الذين يقدمون رسوم هي خليط بين النقوش علي الحوائط( جرافيتي) و تشكيلات فن البوب. لكن لأنه كما هو الحال مع كلمات أغاني الراب و الهيب هوب حيث نجد التركيبات اللفظية و السجع مع إيقاع الموسيقي يقدم توليفة ممتازة للإعلان عن مكنونات النفس و إخراج المكبوت و الذي يصل في بعض الأحوال إلي السب كحالة من حالات كسر هيبة السلطة و الفكر المسيطر علي المجتمع. و كذلك رسومات الحوائط من جرافيتي و فن البوب ليست سوي تحطيم لشكل الفن التقليدي و سطوته الأكاديمية حتي في أقصي حالاته التجريدية من أجل خلق فن مواز يعبر عن أجيال أكثر ثورية تجاه الفن من ناحية الشكل و عدم التقييد بقوالب مفروضة. هكذا هو الحال مع ميكروفون الذي لو نظرنا له من خلال نظرة تقليدية للعمل فأننا سنجد أنفسنا أمام الكثير من التشويش و الإبهام و التشرذم و لكن لو جمعنا العناصر كما نجمع أيقونات رسوم الجرافتي أو كلمات الراب فأننا سنجد أنفسنا أمام صرخة تعبر عن جيل متواجد في مصر يشكل أقلية و لكنه لديه الوسائل المتعددة للتعبير عن نفسه من إنترنت و فيس بوك و سينما ديجيتال و موسيقي راب و هيب هوب. صحيح أن أحمد عبد الله ينسج سيناريو به الكثير من القسر و التعمد المفتعل بغاية تكوين شبكة للمجتمع الذي يريد التعبير عنه, لأن كل ما يهمه هو التعبير عن هذا المجتمع كما يراه هو و يراه الكثير من الشخصيات الحقيقة المشاركة في الفيلم, و التي قد تكون رؤيتهم و مواقفهم هي محط انتقاد الكثيرين من أفراد الأغلبية المحيطة بهم من أصحاب الفكر الديني, أو السلطة القمعية, أو حتي سلطة الأسرة و السلطة الأبوية التي لا تبذل أي جهد في تفهم أماني و رؤي و أفكار الأجيال الجديدة, كما يقدم الفيلم. فنحن أمام شاب عائد من أمريكا( لا نعرف لماذا سافر و لماذا عاد) يحب فتاة تركها و سافر ليعود و يجدها هي من ستتركه و تسافر, و لكن إلي لندن لأنها لا تعرف التفاهم مع الغالبية الغالبة من أفراد هذا المجتمع( هم يضحكون في السينما علي مشاهد تجدها هي محزنة) يقول انه يعمل مهندس و لكننا نجده يعمل مع صديق, من الواضح أنهم يعملون في منظمة غير حكومية تستفيد من المنح الأجنبية. يلتقي بمجموعة من الشباب يقومون بعمل فيلم تسجيلي عن الواقع و المجتمع و الشارع إلي أخر تلك العبارات المرادفة( أو اعتادنا أن تكون مرادفة) للحقيقة دون تزييف, فيقرروا أخفاء الكاميرا في علبة كارتون ذات فتحة للعدسة, فيروا العالم من خلالها, مثلما يري فيلم ميكروفون مصر و لكن علبته الكارتون هي إسكندرية و من خلالها يري فرق الرب و الرسامين علي الحوائط, وفرق الشوارع, محاولا أن يشير إلي باقي المشهد( القمع البوليسي? التزمت الديني سوء ظن الأسرة في الأجيال الجديدة لمجرد أنها تفكر يشكل مختلف). نحن أما تركيبة مماثلة لشباب الفيس بوك الناقم علي المجتمع الذي يعيشه و لكنه لا يعرف شيء عن المجتمع البديل, ينقد الأوضاع لسوئها و يتصور أن الخلاص منها هو السبيل للوصول للمدينة الفاضلة و لكنه شرط لازم و ليس كافيا, لأن الوضع هو نتيجة لحالة من التراجع الاجتماعي السياسي و الاقتصادي بمساعدة من النظام العالمي السائد, و ليس فقط لوجد أشخاص سيئين في السلطة. و بتالي ليس التخلص مما هو سائد هو سبيل لتحسين الوضع لأن هؤلاء الحاليين هم تاليين لأشخاص سابقين و تحولوا ليصبحوا مثلهم في ظل التراجع السابق ذكره. الشخص القابع خلف الفيس بوك متخفي من سلطات القمع( بالرغم من وصول سلطات القمع لبعضهم و ذلك لتراجع المجتمع نفسه عن حمايتهم و حماية نفسه) لا يغير كثيرا من الأمور بل يغيرها من هم بالشارع يواجهون القمع وجها لوجه( دون أن يكون من الضروري هو التغيير اللازم أو علي الأقل المستديم), فأغاني الرب و فن البوب يقمعها الجمهور المنفض من حوله قبل أن يقمعها أصحاب السلطة. [email protected]