استضافت العاصمة الأردنية، على مدى يومين، مهرجانًا يحتفل بالقدس بوصفها عاصمة أبدية للثقافة العربية. ونظم المؤتمر بهدف إظهار التضامن مع الفلسطينيين في القدس، ونظمه منتدى الوحدات الثقافي التابع لأحد أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. واحتفل المهرجان بالموسيقى والفنون والثقافة الفلسطينية. وقال منظمون للمهرجان إنه يأتي في توقيت مهم، حيث تزيد إسرائيل أنشطتها الاستيطانية في القدسالشرقية التي يطالب بها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المستقبلية. وقال خالد الكوز، رئيس لجنة إعداد المهرجان: "الغاية من هذا المهرجان هو تكريس القدس عاصمة الثقافة العربية الأبدية ورسالة لأهلنا المرابطين في المقدس وأكناف بيت المقدس، وهذا أقل ما يمكن عمله لدعم أهلنا في القدس التي تتعرض لهجمة استيطانية استعمارية لا مثيل لها لتهويدها، وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم". ودعا الكوز الأثرياء العرب إلى مساعدة الفلسطينيين في القدس الذين يشعرون أنهم يتعرضون لضغط لمغادرة منازلهم، مما يغير التركيب السكاني للمدينة المقدسة. وأضاف: "عندما نزور القدس، نحن لا نطبع مع العدو الصهيوني، ولكن نزور المسجون.. نزور أهلنا المرابطين في القدس، وهذا اقل ما يمكن القيام به أن نتواصل مع القدس، وهذا واجب وطني وديني لدعم أهل القدس، فإسرائيل تتلقى مليارات الدولارات من الدعم من قبل اللوبي الصهيوني حتى يستملكوا، والواجب على الأثرياء العرب تقديم الدعم لأهل القدس لتقوية صمودهم". وشاركت في المهرجان فرقة غنائية من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان. ويعيش ما لا يقل عن 3 ملايين لاجئ فلسطيني مسجلين في الأردن وسوريا ولبنان ومصر. واختارت الجامعة العربية القدس عاصمة للثقافة العربية في عام 2009، لكنّ نشطين طالبوا بمنح القدس لقب العاصمة الأبدية للثقافة العربية ردًّا على تزايد أنشطة البناء الاستيطاني من جانب الحكومة اليمينية الإسرائيلية. وقال نجيب القدومي، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، أثناء المهرجان: "القدس هي عنوان لكل العرب، ولذلك ستبقى في الذاكرة إلى أن تعود، وهذا تأكيد وإصرار على أن الفلسطينيين والعرب لن ينسوا القدس مهما يطل الزمن، ومهما حاول الإسرائيليون من تهويد وتهجير واعتقال لن يمكن لهذا الشعب أن ينسى القدس". ويطالب الفلسطينيون بوقف البناء الاستيطاني الإسرائيلي الذي يفصل فعليا الضفة الغربية عن القدسالشرقية، ويقولون إن الاستيطان يقوض إمكانية اتخاذ القدسالشرقية عاصمة لدولتهم.