حينما تتجبر دولة أو هيئة وتتسلط على عباد الله فإنها لا تراعى أخلاقا ولا حُرمات ويصل الأمر إلى استخدام الإجرام لفرض الهيمنة. فعلتها أمريكا فى العراق فاستأجرت شركة أمن خاصة اسمها المياه السوداء (Black water) وهى التى قامت بأعمال غاية فى الوحشية بأيدى مجموعة من المرتزقة. وبينما دماء العراقيين تسيل على أيادى هؤلاء القتلة كانت الآلة الإعلامية الأمريكية تزين للعالم هذه الجرائم وتدعى أنها ترسى قواعد الديمقراطية والحرية وتصف العراقيين الذين يقاومون هؤلاء المجرمين بالإرهابيين!! نفس الشىء تقريبا ما فعله الاتحاد الأفريقى وهو ينظم الحفل السنوى لتوزيع جوائزه لأول مرة فى مصر فاستأجر مجموعة «البودى جارد» ليحمى بهم نظامه الهش ويضفى بهم حصانة على شخصيات ضعيفة تعمل فى هذه الهيئة الرياضية. تصوروا أن هيبتهم فى احتجاز الصحفيين وحجزهم بعيدا عن الحدث الذى حضروا لتغطيته هو قمة النظام وروجوا لذلك ووجدوا من يصدقهم!! لقد تجاهلوا الأخطاء الفادحة التى ارتكبها سليمان حبوبه مدير الإعلام فى الاتحاد وعدد من منظمى الحفل وراحوا يكيلون الاتهامات للصحفيين بأكاذيب. ولأنه لا يصح أن يخطئ حبوبه لأنه معين بقرار فوقى من عيسى حياتو رئيس الكاف وطالما الاختيار من الرئيس فلا أحد يسأل عن مقومات أو مؤهلات وإن ارتكب من الأخطاء ما يصل إلى حد الجرائم فلا حساب ولا عقاب بل سيخرج من يدافع عنه لأنه اختيار الرئيس! لم يكتف رجال الكاف بمنع الصحفيين من أداء عملهم بل حرموهم من أبسط حقوقهم الأدمية بالذهاب إلى الحمام لقضاء حاجاتهم الطبيعية.. لقد عزلوهم فى قاعة عن مكان الحدث الذى تمت دعوتهم لتغطيته ونقله إلى الرأى العام. وحتى الشاشة التى كان من المفروض أن يتابعوا من خلالها ما يجرى داخل قاعة الحفل كانت تذيع أفلاما تسجيلية! ولم تكن جريمتهم فقط فى حق الصحافة هى الوحيدة وإنما امتدت إلى مسئولين كبار فقد فوجئ الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية الذى حضر نائبا عن الدكتور أحمد نظيف رئيس الحكومة المصرية بعد دخوله القاعة بأنه لا يوجد مقعد مخصص له ولولا أن هانى أبوريدة تدخل وأنقذ الموقف لتفاقمت الأزمة!! فهل شهاب أيضا حضر من دون دعوة وهل يستطيع المتغزلون فى تنظيم الحفل أن يفسروا لنا كيف تم تسليم الدرع الخاص بالكاميرون لسمير زاهر وتسليم محمد روراوة الدرع المخصص لمصر منتهى الدقة. لقد حاول بعض المسئولين فى الكاف الترويج لأكاذيب عن الصحفيين الذين اعترضوا وانسحبوا من القاعة فتارة يدعون أنهم لم يكونوا مدعوين وتارة يقولون إنهم كانوا يريدون دخول قاعة كبار الزوار.. ويروجون لأنهم لم يمنعوا أحدا من الخروج من القاعة! بنفس المنطق تروج أمريكا لجرائم شركة المياه القذرة وللأسف تجد من يصدقون ويتغزلون فى الاتحاد الأفريقى لأنهم مستعدون للانبهار بما يقوله الجناة فى قضية مكتملة الأركان لأن مصالحهم متشابكة معه ومع أذنابه ولتذهب كل القيم والأخلاق إلى الجحيم إذا لم يحدث تحرك على كل المستويات لنقل على مكانة وكرامة الصحافة يا رحمن يا رحيم.