«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أوباما في حوار شامل مع النيويورك تايمز .. هذا وقت القرارات الصعبة
نشر في الشروق الجديد يوم 03 - 05 - 2009

فى الرابع عشر من أبريل ألقى الرئيس أوباما خطابا فى جامعة جورج تاون حاول فيه توضيح الأسباب وراء تصديه لعدد كبير من القضايا الاقتصادية فى وقت مبكر جدا من إدارته. وقال إنه لابد للبلاد من كسر دورة الفقاعة والانهيار الاقتصادى، ودعا إلى بناء أساس جديد لاقتصاد الأمة. وأوضح أن هذا الأساس سوف يُقام على مدارس أفضل، وطاقة بديلة، ورعاية صحية يسهل الحصول عليها، ووول ستريت أكثر تنظيما. وقد التقيت الرئيس فى وقت لاحق من ذلك المساء.
كان ذلك هو لقاءنا الثالث حول الاقتصاد، حيث كان لقاءانا السابقان أثناء الحملة الانتخابية فى العام الماضى. ومع أن المكان أكثر رسمية بلا جدال هذه المرة المكتب البيضاوى فقد شعرت بالمقابلة وكأنها نوع من الحوار المتبادل، مثلها فى ذلك مثل اللقاءين السابقين. وقد جلسنا فى الطرف الأقصى من المكتب، وتحدثنا لمدة 50 دقيقة. ولم يكن أى من مستشاريه الاقتصاديين حاضرا. وأثناء الحوار تحدث أوباما بلغة شخصية إلى حد كبير. وما يلى هو تفريغ للقاء خضع لقدر طفيف من التحرير.
1 مستقبل القطاع المالى
هل لك أن تشرح لنا بقدر من الإيجاز طبيعة منحنى التعلم الذى مررت به بشأن القطاع المالى، وما تصورك لما سيكون عليه فى اقتصاد الغد: هل ينبغى أن يكون أصغر حجما؟ هل من المحتم أن يكون أصغر حجما؟
أتصور أنه قبل كل شىء ينبغى علينا التمييز بين التمويل باعتباره الدماء التى تمد الاقتصاد بالحياة، والقطاع المالى باعتباره صناعة مهمة نتمتع فيها بميزة نسبية، واضح؟.. وهكذا فإنه فيما يتعلق بتنمية اقتصادنا، كان لابد أن يكون لدينا ما يكفى من الائتمان لتمويل الأعمال التجارية، الكبير منها والصغير، على نحو يتيح للمستهلكين المرونة التى تمكنهم من الحصول على مشتريات طويلة المدى كالسيارات أو المنازل. وهذا لن يتغير. وكنت سأصبح مهموما لو أن سوق ائتماننا انكمشت على نحو لا يسمح بتمويل النمو طويل المدى.
ولكن لا يعنى ذلك ضرورة أن يكون لدينا قطاع مصرفى معافى فحسب، بل سيتعين علينا فهم ما نفعله مع القطاع غير المصرفى الذى كان يوفر نصف ائتماننا تقريبا. وسيتوجب علينا تحديد ما إذا كانت نتيجة الخطوات التى يتخذها بنك الاحتياط الفيدرالى، وتتخذها وزارة الخزانة، هى رؤية سوق المنتجات التى تم توريقها وقد استردت عافيتها.
أنا متفائل بأننا فى نهاية الأمر سنتمكن من جعل هذا الجزء من القطاع المالى يعمل من جديد، ولكن قد يستغرق الأمر بعض الوقت لاستعادة الثقة.
ما أرى أنه سوف يتغير، وما أرى أنه كان انحرافا، هو الوضع الذى كانت فيه أرباح الشركات فى القطاع المالى جزءا ثقيلا من ربحيتنا الشاملة على مدار العقد الماضى. وأرى أن هذا سيتغير. وسيكون لجزء من هذا علاقة بآثار النظام الرقابى والتنظيمى الذى سوف يحول دون الإقراض غير المسئول، والمخاطرة الضخمة اللذين باتا شائعين. والآن أرى إلى حد ما أن من المهم فهم أن جزءا من الثروة كان وهميّا فى المقام الأول.
ألن نفتقده إذن؟
سوف نفتقده، بمعنى أنه لن يعود هناك وضع يمكن فيه لمن هم فى الخامسة والعشرين من أعمارهم الحصول على حوافز قدرها مليون دولار فى العام، فهؤلاء بالتأكيد على استعداد لدفع 100 دولار ثمنا لشريحة لحم فى وجبة العشاء، ومنح النادل بقشيشا يغار من حجمه أستاذ الجامعة. وهو ما أعطى لديناميكية القطاع المالى نوعا من الأثر التساقطى، خاصة فى مكان مثل مانهاتن. غير أنى أرى فى الواقع أنه كان هناك باستمرار إحساس بأن ما كان يجرى فى وول ستريت على مدى العشرة أو الخمسة عشر عاما الماضية غير قابل للدوام. سوف يظل وول ستريت كبيرا، وجزءا مهمّا من اقتصادنا، تماما مثلما كان فى السبعينيات والثمانينيات. ولكنه لن يكون نصف اقتصادنا. ويعنى هذا أن المزيد من الموهبة والمزيد من الموارد ستتجه إلى قطاعات أخرى فى الاقتصاد. وأرى فى الواقع أن هذا أمر صحى. فنحن لا نريد أن يصبح كل خريج جامعة يتمتع بمقدرة متميزة فى الرياضيات أن يعمل سمسارا فى البورصة.
ولذلك أظن أن ما سوف ترونه هو نوع من التغيير، غير أنى لا أظن أننا سوف نفقد المزايا الضخمة التى تحققها شفافية أسواقنا وانفتاحها ووثوقيتها. وعلى أية حال فإنى أعتقد أن النظام الرقابى الأكثر نشاطا وفاعلية سوف يساعد على استعادة الثقة، وهو ما سيؤدى بقسم لا بأس به من رأس المال العالمى يرغب فى مكان له داخل الولايات المتحدة.
كان هناك جدل كبير بين مستشارى الرئيس فرانكلين روزفلت بشأن ما إذا كانت هناك ضرورة لتقسيم الشركات وليس البنوك فحسب أى ضرورة تقسيم الشركات بغرض إخضاعها للتنظيم الرقابى على نحو فعال، أم إذا كان بالإمكان بقاء شركات كبيرة وضخمة ومنتشرة وقوية وإن هذا ليس ممكنا فحسب، بل مرغوبا وذلك بجوار أجهزة تنظيمية ورقابية قوية. ويبدو لى أن ليس هناك نظير لهذا الجدل فى الوقت الراهن. فهل ترى أنه لا بأس من تنظيم «محال السوبر ماركت» هذه بواسطة منظمين أقوياء يسعون بالفعل إلى التنظيم، أم أننا بحاجة إلى نوع حديث مختلف جدّا من جلاس ستيجال (1) نخفض فيه حجمها إلى حد كبير؟
لقد بحثت فى الأدلة المتوافرة حتى الآن التى تقدمها البلدان الأخرى لم تواجه أسواقها المالية ما واجهناه من المشكلات، وتبين لى أنها لم تفصل بين البنوك الاستثمارية والبنوك التجارية على سبيل المثال. لديها نموذج «السوبرماركت» ولكن لديها آليات تنظيمية قوية.
مثل كندا؟
كندا مثال جيد.(2) وقد قاموا بالفعل بعمل جيد حين نجحوا فى اجتياز فترة تتسم بشىء من المخاطرة فى الأسواق المالية.
ولا يعنى ذلك أن نكتفى بأن تقوم شركة تأمين ضخمة ك«إيه آى جى» على سبيل المثال، بإنشاء صندوق تحوط فوقها هو الحل الأمثل. وحتى فى ظل وجود أفضل المنظمين، فإنك إذا بدأت قدرا كبيرا من التمييز بين الوظائف والمنتجات داخل الشركة الواحدة، أو المؤسسة الواحدة، أو تجمع الشركات الواحد، فمن المحتمل فى المقام الأول أن تتسرب الأشياء من خلال الشروخ. ولا يدرى الناس ما سوف يقعون فيه.
ولكن عندما يتعلق الأمر بشىء مثل البنوك الاستثمارية مقابل البنوك التجارية فإن التجربة فى بلد مثل كندا سوف تشير إلى أن التنظيم الجيد القوى الذى يركز بصورة أقل على الشكل القانونى للمؤسسة وبصورة أكبر على الوظيفة التى تقوم بها ربما يكون هو المقاربة الصحيحة التى يجب اتباعها.
2 من أين يأتى الاقتصاديون
أريد أن أتحدث بتوسع عن السياسات. عندما تحدثنا، أنت وأنا، أثناء الحملة الانتخابية أوضحتَ أنك فكرت كثيرا فى المجادلات الاقتصادية داخل إدارة كلينتون. وقلتَ إنك تريد أن يجرى أمامك جدل يتسم بالحيوية والنشاط بين شخص مثل روبرت روبين وشخص مثل روبرت رايك. ومن الواضح أن لديك طيفا من الديمقراطيين داخل فريق السياسات الاقتصادية الخاص بك؟
ولكن ليس لدى بول كروجمان وجوزيف ستيجليتز.(3) (ضحك)،لا. لم يكن هذا الأمر متعلقا بهما.
ولكنهما أوضحا أنهما لا يعملان فى إدارتك، أليس كذلك، ولكن فى دائرتك الداخلية، السيطرة لمن يساندهم روبين؟
كنت سأهتم كما تعلم أقصد أنه من الواضح أن لارى سامرز وتيم جيثنر كانا يعملان فى وزارة الخزانة تحت رئاسة روبين.
وبيتر أورزاج، على ما أظن؟
وبيتر أورزاج صحيح تماما. ولم يعمل كريستى رومر. ولا يعمل جارد برنشتاين يجلس جارد هنا كل صباح كجزء من فريقى الاقتصادى. ولا يعمل أوستان جولزبى.(4)
أعنى أن الحقيقة هى أن ما أبحث عنه باستمرار هو براجماتية لا هوادة فيها حين يتعلق الأمر بالسياسة الاقتصادية. ربما يكون صحيحا فى ظل الأزمة الاقتصادية التى ظهرت أن دراية كل من تيم ولارى بالأزمات الاقتصادية كانت ميزة، لأنى رأيت أننا بحاجة إلى أشخاص على استعداد للعمل فورا وبجد، وأن يحققوا نجاحا، ويقدروا على التعامل مع الأزمات الاقتصادية الكبيرة والصعبة.
بصراحة، القائمة صغيرة إلى حد ما، لأن آخر رؤسائنا الديمقراطيين كان بيل كلينتون؛ وقد كان على المسرح لمدة ثمانى سنوات، وخلال جزء كبير من تلك الفترة كان بوب روبين واضع السياسات الاقتصادية الأول فى إدارته. ولذلك ليس مستغربا أن يصبح أى شخص اكتسب خبرة فى تلك الجبهات شخصا جاء من مدرسة تأثرت بذلك.
ومع ذلك تَذْكُر أنى أكن احتراما كبيرا لشخص مثل جو ستيجلتز. فأنا أقرأ ما يكتبه باستمرار. والواقع أنى أتطلع لوجود هؤلاء الأشخاص فى النقاش الدائر حاليا. والشخص الذى له تأثير ضخم على تفكيرى هو بول فولكر، وهو شديد النشاط والحيوية والذكاء وقادر على إمدادى بقدر كبير من المشورة، وهو ما يحدث توازنا ما، وكان قد تولى المسئولية فى ظل رئاسة كل من كارتر وريجان.
ومع ذلك فإن النقطة الأخيرة التى أود توضحيها هى أنى عندما بدأت لأول مرة عمل مائدة مستديرة من المستشارين الاقتصاديين، وكان بوب رايك عضوا فيها، وكان يجلس على الطرف المقابل لبوب روبين وآخرين، اكتشفت أن الصدوع التى كانت موجودة فى فترة كلينتون قد ضاقت بصورة كبيرة جدّا فى الواقع.
إنهم يتفقون أكثر مما كان عليه الحال فيما مضى، ولكن ليس تماما؟
ليس تماما. ولكن ما أعنيه هو أن لارى سامرز مرتاح جدّا فى الوقت الحالى لطرح وجهة نظره، وبحماس كبير فى كثير من الأحيان، وهى الحجج التى كان يقدمها بوب رايك عندما كان فى بيت كلينتون الأبيض. الآن قد لا يود لارى أن أقول.
لارى سامرز أصبح هو بوب رايك جديدا؟
لقد أصبح شخصا يسهل إقناعه. ولكن لا، فأنا أرى أن أحد الأمور التى نتفق عليها جميعا هو أن حجر الزاوية فى السياسة الاقتصادية هو أن تسمح للأمريكيين العاديين بالعثور على فرص عمل جيدة وأن يروا دخولهم تزيد؛ وأنه لا يمكننا النظر إلى الأمور بشكل إجمالى، فنحن نرغب فى زيادة حجم الكعكة، ولكننا نرغب فى التأكد من أن الرفاهية منتشرة عبر طيف من المناطق والمهن والأنواع genders والجماعات العرقية. إن السياسة الاقتصادية ينبغى أن تعمل على زيادة حجم الكعكة، إلا أن عليها كذلك التأكد من حصول الجميع على فرصة فى هذا النظام. كما أرى أن هناك القليل جدّا من الاختلاف على وجود دروس يجب تعلمها من هذه الأزمة فيما يتعلق بأهمية التنظيم فى الأسواق المالية. وأرى أن هذه الفكرة التى تقول إن هناك مقاومة بشكل ما لذلك أى لتلك الدروس داخل فريقى لا تؤيدها المناقشات التى أشارك فيها كل يوم. بل على العكس من ذلك، فأنا أرى أن الشىء الوحيد الذى ألاحظه هو شىء تم تعلمه من بوب روبين أراه فى لارى، وأراه فى تيم وهو تقدير كبير للتعقيد.
3 الخروج من الأزمة
هل ترى أن هذا الركود حدث كبير بما يكفى لجعلنا بلدا على استعداد لاتخاذ خيارات ضرورية فيما يخص الرعاية الصحية، وفيما يتعلق بالضرائب على المدى البعيد وهو ما لن يغطى تكلفة الحكومة وفيما يتعلق بالطاقة؟ فقد جرت العادة على اتخاذ مثل هذه الاختيارات فى أوقات الكساد أو الحرب، ولست متأكدا مما إذا كان الأمر الآن يصل إلى ذلك المستوى أم لا؟
سوف يعتمد الأمر فى جزء منه على القيادة. ولذلك فإن علىّ تقديم بعض الحجج الجيدة. وهذا ما أحاول عمله منذ وصولى إلى البيت الأبيض، وهو أن أقول إن الفترة الحالية هى الوقت الذى يتعين علينا فيه اتخاذ بعض القرارات الصعبة والكبيرة.
يقول المنتقدون: إنك تحاول أن تفعل أكثر من اللازم، وانه لا يمكنكم أن تفعلوا هذا كله فى وقت واحد، فالكونجرس لا يمكنه استيعاب كل هذه الأمور. وأنا أرفض ذلك. فليس هناك شىء متأصل فى عمليتنا السياسية يمكن أن يمنعنا من اتخاذ هذه الاختيارات الصعبة الآن، مقارنة بعشر سنوات أو عشرين سنة من الآن.
هل يقلقك أن طبيعة الدورة الاقتصادية ستجعل من هذا أمرا أكثر صعوبة؟ روزفلت تولى الرئاسة بعد أربع سنوات من انهيار البورصة. أما أنت فقد توليت الرئاسة بعد أربعة أشهر من انهيار «بنك» ليمان برازرز. وفى وقت ما ربما يبدأ الناس فى التساؤل: لماذا لا تتحسن الأمور؟
هذا أمر نفكر فيه. وكنت أعلم حتى قبل الانتخابات أنها ستكون رحلة شاقة، وأن الاقتصاد قد تلقى صدمة كبيرة، لن يتعافى فى الحال.
ومع ذلك فثمة حرية ما فى الأمر، بمعنى أنه سواء بقيتُ فى الرئاسة لفترة واحدة أو فترتين فإن المشكلات كبيرة جدّا وجوهرية إلى حد كبير، بحيث لا يمكننى الدخول فى نوع من اللعبة السياسية. فلسنا إزاء وضع يسمح لى بأن أقول: حسنا، إذا ما وضعت جدولا زمنيا مناسبا تماما يمكننى أن أضمن أن تتجه الأسواق للارتفاع والبطالة للانخفاض عشية الانتخابات الرئاسية المقبلة بالضبط. هذه مشكلات أكبر بكثير وأكثر عمومية بكثير. وعليك أن تضع السياسة جانبا بشكل أو بآخر.
الأمر الذى أثق فيه جدّا هو أنه فى ظل الاختيارات الصعبة التى أمامنا، فإننا نتخذ قرارات جيدة تتسم بالتعقل. ولدىّ ثقة هائلة فى أننا نزن كل خياراتنا بدقة بالغة وإننا ننتقى أفضل الاختيارات الممكنة. ولا يعنى هذا أن كل اختيار سيكون صحيحا، وسينجح على وجه الدقة بالشكل الذى نريده أن ينجح به. ولكنى أستيقظ فى الصباح وآوى إلى الفراش فى المساء وأنا أشعر بأن الاتجاه الذى نحاول تحريك الاقتصاد فيه هو الاتجاه الصحيح وأن القرارات التى نتخذها قرارات سليمة.
-------------
الهوامش:
(1) حظر قانون جلاس ستيجال لعام 1933على البنوك التجارية الدخول الأعمال المصرفية الاستثمارية. وقد أُلغى القانون فى عام 1999، ولكن حتى قبل إلغائه جمعت «محال السوبر ماركت» المالية الكبيرة مثل سيتى جروب بين شركات التأمين وشركات الاستثمار وبنوك المستهلكين فى كيان واحد.
(2) تؤوى كندا 5 من أكثر 50 بنكا قيمة طبقا لما جاء فى الفايننشال تايمز؛ ولم يكن بها أى منها قبل عقد من الزمان. والبنوك فى كندا منظمة على نحو أكثر إحكاما وتستثمر بطريقة أكثر محافظة من العديد من البنوك الأمريكية والأوروبية.
(3) ينتقد جوزيف ستيجليتز وبول كروجمان، وكلاهما حاصل على جائزة نوبل، أوباما صراحة. وهما يقولان إنه ينبغى عليه أن يكون أكثر جرأة فى الاستيلاء على البنوك المتعثرة وأن مقاربته الأكثر اعتدالا سوف تفشل.
(4) عمل بيتر أورزاج مع بيتر روبين فى بيت كلينتون الأبيض، وإن لم يكن فى وزارة الخزانة، وبعد ذلك ساعد الاثنان فى تأسيس مجموعة تسمى «مشروع هاملتون». وتُعتبر كريستينا رومر، وهى اقتصادية أكاديمية ترأس مجلس المستشارين الاقتصاديين، ديمقراطية معتدلة بصفة عامة. وجارد برنشتاين كبير اقتصاديى نائب الرئيس، وهو أكثر ليبرالية بكثير، حيث عمل لسنوات فى معهد السياسات الاقتصادية الصديق للعمال فى واشنطن. وأوستان جولزبى عضو آخر فى مجلس المستشارين الاقتصاديين، وكان المستشار الاقتصادى الأصلى لأوباما فى حملته الانتخابية لعضوية مجلس الشيوخ فى عام 2004.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.