أكد رجب طيب أردوغان، رئيس وزراء تركيا، موقف حكومته في إدانة عدوان إسرائيل، وجدد مطالبته لها بالاعتذار والتعويض عن قتلها مدنيين أتراك في عدوانها على أسطول الحرية المتوجه بمساعدات إنسانية إلى غزة، في وقت سابق من العام الحالي. وشرح أردوغان في حديث لصحيفة (الشمس) الليبية، نشرته اليوم الخميس، موقف بلاده من النزاع العربي الإسرائيلي، فقال: "إننا نبذل جهدا صميما وكثيفا من أجل تأسيس السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتحقيق رفاهية شعوب المنطقة، ونظهر رد فعلنا اللازم إزاء جميع الخطوات التي تحاول منع مجهوداتنا هذه. وفي هذا الإطار، أدان بشدة اعتداء إسرائيل على غزة الذي سبب انقطاع المفاوضات بين سوريا وإسرائيل ". وأضاف أن "الحكومة الإسرائيلية، مع الأسف، لم تتمكن من إدراك معنى وأهمية جهودنا هذه، فجنت على حياة أكثر من ألف مدني بريء، من بينهم الأطفال والنساء والمسنون، إلى جانب فرضها الحصار على قطاع غزة حيث يعيش أكثر من مليون ونصف المليون إنسان وكأنهم في معتقل مفتوح. كما أنها لا ترى أي حرج من قتل متطوعين على أسطول يهدفون إلى إيصال مساعدات للمحاصرين. لقد حان الوقت للقول "لتقف" عمليات إسرائيل غير القانونية هذه، والتي تجرى أمام أعين الجميع". وأشار إلى أن اللجنة الدولية المكلفة بجمع الاستدلالات التي شكلت من قبل مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، سجلت أن إسرائيل قامت باعتداء باستعمال القوة المفرطة وغير المتوازنة، وقال إننا على قناعة تامة بأن هذه اللجنة التي شكلت من قِبل الأمين العام للأمم المتحدة ستؤكد بأنه ليس هناك أي دولة فوق القوانين الدولية، مع الأخذ بعين الاعتبار تقرير مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة. وقال أردوغان: "نحن تصرفنا بروية إثر الاعتداء، والآن على إسرائيل أن تعتذر رسميا، وأن تدفع تعويضات بسبب الاعتداء الذي قامت به وأدى إلى قتل مواطنينا المدنيين لأول مرة في تاريخ جمهوريتنا من قبل جنود دولة أجنبية. وإلا لا يمكننا تطبيع علاقاتنا معها". ومن ناحية أخرى، قال رجب طيب أردوغان، رئيس وزراء تركيا في حديثه لصحيفة (الشمس) الليبية: إن تركيا تواصل لعب دور مهم في الشرق الأوسط مستقل عن تلك الأحداث. وقال: إننا ندرك أهمية المنطقة، ولهذا خطونا خطوات مهمة في مجالات عديدة في الشرق الأوسط. وعلى سبيل المثال، العمل على تأسيس مجلس التعاون الرباعي عالي المستوى بين تركيا ولبنان وسوريا والأردن، وهو يعد مشروعا لا مثيل له في المنطقة، ويهدف إلى المساهمة في ترسيخ الاستقرار والازدهار في المنطقة من خلال التعاون الاقتصادي. ومضى أردوغان يقول: إن تركيا تهدف لتأسيس السلام الدائم والشامل في الشرق الأوسط وعيش شعوب المنطقة في استقرار وازدهار، وتدعم جميع المبادرات التي تخدم هذا الهدف. ويقول أردوغان: للأسف المفاوضات التي انطلقت في شهر سبتمبر الماضي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية برعاية الإدارة الأمريكية توقفت بسبب موقف إسرائيل الرافض لتجميد بناء المستوطنات. وعلى إسرائيل أن تدرك أنها ستستفيد من سلام وأمن واستقرار المنطقة. وأوضح بأنه لا يكفي التقدم في المسار الفلسطيني الإسرائيلي فحسب، بل يجب إحراز التقدم في بقية المسارات، السوري الإسرائيلي، واللبناني الإسرائيلي أيضا، من أجل توفير السلام الدائم والاستقرار في المنطقة. وقال إنه في هذا الإطار على إسرائيل أن تنسحب من جميع الأراضي العربية التي احتلتها وتنفذ القرارات الدولية. وعلى المجتمع الدولي أن يزيد من ضغوطاته على إسرائيل في هذا الإطار.