بين الانتقادات اللاذعة والمجاملات المفرطة جاءت ندوة فيلم «الشوق» الذى يمثل مصر فى المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، والتى أظهر الناقد رفيق الصبان إعجابه بالفيلم رغم أنه يدير الندوة، فأفرط فى مدحه وإبراز محاسنه ومجاملة صناعه، حتى ارتفع صوت الصحفيين داخل القاعة احتجاجا، ومنح فرص الاسئلة للصحفيين وليس للمنتجين وبعض الفنانين الذين قدموا وصلة حب فى الفيلم. تغيبت روبى عن الحضور رغم أنها تشارك فى البطولة، ولم يذكرها أحد خلال الندوة بالكامل، كما لم يتم توجيه أى أسئلة لباقى أبطال الفيلم الذين جلسوا على المنصة ولم يتفوه أحدهما ولو بكلمة واحدة، حيث انحصرت كل الأسئلة بين المخرج خالد الحجر، والمؤلف سييد رجب، والفنانة سوسن بدر، حتى إن المنتج محمد ياسين قال جملة واحدة فقط هى «شاركت فى انتاج هذا العمل ليكون فخرا لصناعة السينما». ورغم أن الكل أجمع على براعة سوسن بدر فى أداء مشاهدها الا أن البعض اتهمها بأنها تأثرت كثيرا فى فيلم «الشوق» بالشخصية التى قدمتها فى مسلسل «الرحايا» وهو ما نفته بدر قائلة: عندما عرض على فيلم «الشوق» شعرت أنه سيكون قريبا من «الرحايا»، ولكن العكس هو الحقيقة، لأن شخصية «الرحايا» كانت امرأة شديدة الاعتناء بنفسها فى الجزء الاول قبل أن يتدهور حالها فى المرحله الثانية، أما فى «الشوق» فالشخصية التى أقدمها من البداية مهمومة ومهملة وليست جميلة. «كنت أعلم من البدايه أن الموضوع صعب جدا فى تناوله، لكن الحمد لله تفاءلت عندما وجدت كثيرا من ردود الأفعال الإيجابية بعد العرض». الفنان سيد رجب بدأ فى الدفاع عن مولوده الأول فى عالم السيناريو من اللحظة الأولى خاصة بعدما وصف بأنه مفكك وغير محكم وكثير من مشاهده غير منطقية بالمرة ولا تحتوى على حبكة درامية. «كتبت السيناريو وأنا سايب نفسى وبدون تكنيك» هذا الاعتراف بدأ به المؤلف حديثه، وأكد أنه كتب الفيلم لقيمة انسانية وليس درامية، لأن هناك أناسا كثيرين يموتون فى مصر لعدم قدرتهم على تحمل نفقات العلاج. وأضاف رجب: تعمدت اختيار أبطال الفيلم نساء حتى يظهرن أنهن قادرات على اثبات أنفسهن وقوتهن، كما أننى على قناعه بأن المجتمع المصرى ذكورى، ويجب تغيير مثل هذه الأفكار. أما المخرج خالد الحجر فأكد أنه التزم بالشخصيات التى كتبها المؤلف، وأنه لم يتناول حياة العشوائيات ولكن مناطق واحياء قديمة فى مدينة الإسكندرية. وأشار إلى أنه كان متعمدا إطالة مدة الفيلم إلى 130 دقيقة وأن يكون إيقاعه بطيئا حتى يشعر المشاهد بالمعاناة والمأساة التى كان عليها أبطال العمل. وبعد الندوة أكد الممثل محمد رمضان أنه غير راضٍ عن مساحة دوره فى الفيلم وأنه يطمح لأكثر من ذلك، ولكن كون الفيلم بطولة نسائية جعله يوافق على خوض التجربة، وأكد أنه كان سيرفض اذا كانت الشخصية الرئيسية مسندة لرجل.