توجت التونسية ريم التونسى، فتاة العرب المثالية لعام 2010، من بين 19 متسابقة عربية هذا العام، وحصلت روان ممدوح من السعودية على لقب الوصيفة الأولى، خلال الحفل الذى تم تنظيمه بالقاهرة أمس الأول. المسابقة التى تنظم للمرة الرابعة تحت شعارها الدائم الحشمة والأخلاق، هى إحدى فاعليات «مهرجان السياحة العربية»، ويتم الاشتراك فيها من خلال الموقع الخاص بالمسابقة على الإنترنت، وتحدث التصفيات النهائية فى كل بلد، ثم تلتقى المتنافسات فى القاهرة لاختيار الفتاة المثالية. «آخر حاجة ممكن نفكر فيها هى الشكل والجسم»، كما توضح حنان طه مدير المهرجان وصاحبة الفكرة، وتقول إن المسابقة تلتزم بالمعايير الشرقية فى المظهر والملابس بعيدا عن الثقافة الغربية. ريم التونسية تعمل مضيفة جوية، اشتركت فى المسابقة عن طريق الإنترنت، ولم تكن تفهم تحديدا المعنى المقصود لكلمة الحشمة، «عندنا الحشمة إنى ألبس ربع كم وتحت الركبة». إحساس بالحيرة والغربة عاشته ريم فى الأيام الأولى لها فى المسابقة، عندما اطلعت على معلومات وتقاليد مختلفة «بعيدة خالص عن مجتمعنا المتحرر»، وكلمات جديدة لم تعتدها «تدين وحجاب وعادات دول عربية لا أعرف عنها شيئا، وأول مرة فى حياتى ألبس عباية خليجية». تقول عفاف العبدالله، رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات السعودية، وهى الممول الأساسى للمسابقة هذا العام، إن إدارة المسابقة اختارت «العباية الخليجية» لتعبر عن «الحشمة»، لأنها تتناسب مع أخلاق وتقاليد المملكة العربية السعودية. وتشير عفاف إلى أنه خلال الأعوام السابقة، «كان ممكن يكون فى فساتين تظهر بعض أجزاء من أجسام المتسابقات»، وهذا لا يعنى فى رأى عفاف أنها ملابس غير محتشمة، ولكن مفهوم الاحتشام يختلف مع تغير الثقافات. الشركة السعودية المتخصصة فى العلاقات العامة وأعمال الخير، يديرها تسع سيدات أعمال سعوديات متخصصات فى فنون الموضة والماكياج لدعم المهرجان. فى الأعوام السابقة كانت وزارة السياحة إحدى الجهات الداعمة والرئيسية للمهرجان «دعما ماديا» كما توضح حنان طه، ولكن هذا العام «وزارة السياحة أصبح لها قواعد ومقاييس لا تتناسب مع المهرجان». تشرح حنان أن الوزارة اشترطت توجيه الدعم الخاص بها لاستضافته صحافة عالمية أجنية، «أنا مش محتاجة استضيف صحفيين أجانب علشان أصرف عليهم فلوس وزارة السياحة، وفى مراسلين للوكالات فى مصر». تعتبر حنان أن المهرجان يخدم السياحة العربية فى مصر، فهو يشمل برنامج سياحى خاص للمتسابقات، بالإضافة إلى المشاركين العرب فى المهرجان، «لكن فى هيئات فى البلد مش فاهمة دورها كويس». تطلب حنان أن تنقل الصحافة كلامها «بكل حدة وعنف»، وذلك خلال المؤتمر الصحفى للمهرجان يوم الأربعاء الماضى. مازال المهرجان تحت رعاية وزارة السياحة ويسير على نفس البرنامج الذى اعتمدته الوزارة، ولكن بدون دعم مادى منها. تكلفة المهرجان «عالية جدا»، لم تحدد حنان رقمًا تقريبيًا للتكلفة، «لكن كل سنة بتمشى بالبركة». عفاف العبدالله شرحت أسباب لتمويل الشركة السعودية مسابقة هذا العام، السبب الأول أن المهرجان «تحت شعار الحشمة» يجمع بين أكثر الدول العربية «يعنى خطوة لتقريب العرب وعمل وحدة بينهم، هذا الهدف الذى نتهتم به فى السعودية كثيرا». وثانيا هو فوز الفتاة السعودية «مودة نور»، بلقب فتاة العرب المثالية فى العام الماضى. توجد ثلاث فتيات بين المتسابقات محجبات من فلسطين والبحرين والسعودية، وحصلت الأردن على لقب الوصيفة الثانية، والبحرين فى المركز الثالث تليها السودان. ولكن بعد 15 يومًا عاشتها ريم مع زميلتها خلال معسكر التدريب الذى أقيم لمدة أسبوعين، أصبحت أكثر استقرارا وسعادة، «قبل ما أجى المسابقة كان ممكن أشترك فى مسابقات ملكات الجمال فى العالم، لكن الآن لا أستطيع ولن أشترك لأنى أصبحت الفتاة المثالية». كل ما تتمناه ريم أن تقرب تونس من بلاد العرب، أما الجائزة التى قدمتها الشركة السعودية لصاحبة اللقب فهى إقامة لمدة شهر فى الأراضى السعودية لريم وأسرتها.