المراسلون.. إعلاميون من نوع خاص يعرف كيف يخترق الخطوط ليحصل على الخبر والانفراد لقناته، ولأن تلك المنطقة التى تعتمد على السبق وسرعة نقل المعلومة والخبر، فإن مهمة المراسل قد تحتاج أحيانا إلى بعض القوة العاقلة، التى تمكنه من اختراق الزحام والوصول للحدث أو مصدر الخبر، ولكن بعد أن أصبحت مهنة المراسل مجرد وظيفة لكسب الرزق، فأصبح المبدأ السائد هو البقاء للأقوى فى ظل الأكتاف القانونية وخطف المصادر بالقوة من أمام كاميرات القنوات المنافسة، وهى المبادئ التى ترعرعت ونمت بسرعة فى أحضان الإعلام الرياضى، الذى اعتمد بشكل كبير على الرياضيين السابقين. وفى أزمة قناة مودرن كورة التى أطاحت بمراسلها الرياضى فيصل زيدان تم التحقيق فيما قاله المراسل على الهواء مباشرة ودخل بيوت الناس، وتم اتخاذ إجراءات رادعة ضده بوقفه لمدة عام كامل، وذلك لأنه أسمع مشاهديه ما لا يحبون سماعة، وهذا إجراء مهم جدا لتنقية لغة الحوار فى البرامج الرياضية من تلك الألفاظ الخارجة، وغيرها من مصطلحات الشارع ومدرجات الدرجة الثالثة، التى استعانت بها البرامج الرياضية كثيرا لإضفاء روح الحماس على حلقاتها، ولكن هناك محورا آخر يجب أن يعمل عليه القائمون على مراقبة وتقييم تلك برامج الرياضية، وهى الحالة العامة، التى كانت نتيجتها هذه التجاوزات الخطيرة، فلم يتطرق أحد للطرف الآخر فى الشجار الذى عرضته شاشة مودرن بالخطأ، فكان هناك شخص يحاول منع فيصل من التسجيل مع نجم نادى الزمالك حسين ياسر، وأغلب الظن أنه من العاملين فى إحدى القنوات الأخرى، وهو ما يعد خروجا على آداب المهنة، واحترام مواثيق العمل الإعلامى، ويكرس لفكرة استخدام القوة والبلطجة كأساس لعمل الإعلامى، وهو يستحق جزاء رادعا من المسئولين سواء فى القناة التى يتبعها أو من اتحاد الكرة باعتباره الجهة المنظمة للبطولة والمانحة لتصاريح دخول الإعلاميين للملاعب لمتابعة البطولات الكروية، والتى يجب عليها إلزام الجميع بقواعد محددة فى تغطية المباريات تضمن للإعلامى ممارسة عملة بالشكل اللائق بوظيفته.