«بوروندى تقف دائما مع مصر ولا تستطيع أن تقف أبدا ضد مصر التى نعتبرها الأخت الكبرى لكل الدول الأفريقية»، هكذا أوجز محمد أوكارا مبعوث رئيس بوروندى موقف بلاده من ملف إعادة تقسيم مياه النيل التى طرحته غالبية دول المنبع لحوض النيل الصيف الماضى. أوكارا، الذى تحدث عقب استقبال الرئيس حسنى مبارك له بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، أشار إلى أن بلاده تعتزم التمسك بموقفها الرافض للتوقيع على اتفاقية إعادة توزيع مياه النيل التى أقرتها معظم دول منبع حوض النيل التى لم توقع عليها بلاده. وأضاف، متحدثا بعربية بلهجة مصرية، أن اجتماعا سيعقد قريبا لكى تتفق دول المنبع التسع ودول المصب الاثنتين مصر والسودان على استخدام مياه النيل بما يخدم مصالح جميع الدول ويحول دون أى نزاع. الموقف الأفريقى إزاء مصر، كما شدد المبعوث البوروندى، ينبغى أن ينبع من الاعتراف بالدور الكبير الذى قال إن مصر قدمته لأفريقيا تاريخيا فى سنوات التحرر من الاستعمار الغربى فى القرن الماضى. «الله يرحمه الرئيس جمال عبدالناصر جاهد كثيرا فى سبيل تحرر أفريقيا والإنسان لا ينبغى أن يرد الإحسان إلا بالإحسان». فى الوقت نفسه قال أوكارا إن رئيس بوروندى يعتزم أن يقوم بزيارة إلى مصر الصيف المقبل «شهر يونيو على الأرجح» للتشاور حول مجمل العلاقات الثنائية وكذلك التعاون الأفريقى الذى قال إنه كان محل الرسالة التى نقلها إلى مبارك صباح أمس من نظيره البوروندى بيير نيكرونزيزا. وفى هذا الصدد، شدد أوكارا على تقدير بلاده لما تقدمه مصر لبوروندى من دعم فى مجالات الصحة والتعليم والزراعة التى قال إنها ستشهد المزيد من التعاون الثنائى. من جهة ثانية، أعرب مبعوث الرئيس البوروندى عن أمله فى أن يتمكن «الإخوة فى السودان من الحفاظ على وحدتهم» فى ضوء الاستفتاء على انفصال جنوب السودان المقرر فى التاسع من يناير، مشيرا إلى أن المصلحة الأفريقية تكمن فى التوجه نحو المزيد من الوحدة وليس نحو المزيد من الانفصال.