هذه واحدة أخرى من المشكلات المربكة، والتى أتت أكثر من مرة مع أشكال التعاون المختلفة بين وزارة الثقافة من ناحية ووزارة التربية والتعليم من ناحيةأخرى. الشاعر حازم محمد صبحى المرسى طبعت له الهيئة العام لقصور الثقافة ديوان شعر بعنوان «تايه فى عالم النقط» عام 2006، ثم قررت الهيئة إهداء مجموعة من الكتب إلى بعض مكتبات المدارس ومن بينها الديوان المذكور مع بداية العام الدراسى الحالى. يقول الشاعر فى خطابه ل«الشروق»: «تسلمت مديرية التربية والتعليم هذه الكتب المهداة من قصر ثقافة جنوبسيناء وتوزيعها على المدارس بدون عمل أى لجان للفحص من قبل توجيه المكتبات ولكن حينما نما إلى علم ابتسام كمال موجه أول المكتبات أن من بين هذه الكتب ديوانى، قامت بعمل لجنه لفحص الكتب وتوصلت هى ولجنة الفحص إلى أن الديوان مخالف للقيم الدينية والعلمية والأعراف السائدة فى المجتمع». يكمل حازم محمد صبحى: «وأرسلت السيدة المذكورة خطابا يحمل خاتم شعار الجمهورية إلى جميع الادارات التعليمية بالمحافظة (جنوبسيناء) بعدم تداول هذا الكتاب، ما يؤدى إلى التشهير بى وسبى وقذفى حيث إننى صاحب هذا الديوان ومادته الأدبية». إلى هنا انتهى خطاب الشاعر حازم صبحى، لكن الغريب فى هذه المشكلة، أن القاصى والدانى، بالحقل الثقافى، يعلم تماما أن النشر فى الهيئة العامة لقصور الثقافة أو غيرها من مؤسسات النشر الحكومى، يخضع لشكل ما من أشكال الرقابة وإن كانت غير رسمية، فكيف يطبع الديوان ويختار ضمن مجموعة كتب مهداة إلى مكتبات المدارس، ثم يتم اكتشاف أنه منافٍ للقيم الدينية؟. السؤال الثانى هو أنه إذا كان الديوان لا يليق من وجهة نظر اللجنة المذكورة، هل من حق هذه اللجنة التشهير بالشاعر؟. وإذا كان هناك اتفاقية تعاون وقعت بين الوزارتين مؤخرا، وتنص على بعض البنود منها مثلا، استعانة وزارة التربية والتعليم ببعض خبراء جهاز التنسيق الحضارى برئاسة الكاتب سمير غريب لوضع مواد تربوية تنشط هذه الثقافة بين الطلبة، فلماذا لا يكون هناك عدة أشكال لهذه الحالة فى المجالات الثقافية المختلفة، ويستفيد بها الطلبة وغير الطلبة، أو يتم اختيار الكتب التى تأتى لمكتبات التربية والتعليم من قبل لجان مختصة، مكونة من مثقفين، وليس من أوصياء على القيم والأعراف السائدة فى المجتمع، بحسب ما جاء فى خطاب لجنة فحص الكتب