استكمالا لمسلسل مصادرة الكتب وتقييد حرية الفكر والإبداع، خضعت بعض الكتب الإبداعية للاستبعاد من مكتبات مديرية التربية والتعليم بمحافظة جنوبسيناء، لمخالفتها -كما ادعى المراقب- القيم الدينية والاجتماعية والأعراف السائدة في المجتمع. بدأت الحكاية بعدما تواصلت شكاوى أدباء محافظة جنوبسيناء من أن كتبهم الإبداعية -الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة- ما زالت حبيسة المخازن منذ صدورها، ولم يتم توزيعها على منافذ البيع والقراءة بالجمهورية. وبعد أن استجابت الهيئة لشكاوى الأدباء أرسلت إلى فرع ثقافة المحافظة ما يفيد بتوزيع الكتب على الهيئات الحكومية لتثري مكتباتها وتفتح مجالا واسعا للقراءة، وبمجرد أن أرسلت مجموعة من الكتب إلى مديرية التربية والتعليم بمحافظة جنوبسيناء قامت المديرية بتوزيع الكتب على مدارس المحافظة. ولكن بعد قليل فوجئ الشاعر حازم المرسي، الذي يعمل اختصاصي مكتبات بمديرية التربية والتعليم بمحافظة جنوبسيناء ويحمل عضوية أمانة أدباء مصر، بأن السيدة ابتسام محمد كمال، موجه أول المكتبات بالمديرية، تقدمت بنشرة مذيلة بتوقيعها إلى وكيل المديرية تطلب منه استبعاد ديوان المرسي: "تايه في عالم من نقط"، الصادر عن الهيئة المصرية لقصور الثقافة ضمن مشروع النشر الإقليمي عام 2006. وكانت حجة الاستبعاد -من وجهة نظر الموجهة- هو مخالفة المادة العلمية "تقصد الإبداعية" للقيم الدينية والاجتماعية والأعراف السائدة في المجتمع. وبالفعل تم استبعاد الديوان من المكتبات دون الرجوع إلى وكيل الوزارة، ودون عقد لجان للفحص من المختصين، سواء من خارج التربية والتعليم أو من داخلها، تفيد بأن تسحب هذه الكتب من مكتبات المدارس.