مأساة إنسانية تعيشها عواطف جمال خلف، فبعد أن تكفلت بطفل ليس له أهل، لمدة سنتين، وارتبطت به عاطفيا، وأرضعته من ثدييها، وكأنها أمه الحقيقية، فوجئت بمكتب صحة المطرية يطلب منها الطفل، لإيداعه فى ملجأ، بدعوى وجود تفتيش من وزارة الصحة. عواطف تروى قصتها، ودموعها على عينيها، بأنها كانت تعيش هى وزوجها وبناتها الأربع اللاتى أصغرهن عمرها 16 عاما، تقول بأنها ذهبت إلى مدرسة ابنتها لإحضار نتيجتها، والمدرسة تقع بجوار مكتب صحة المطرية، وبعد خروجها وجدت أمين شرطة ومعه طفل عمره لا يتعدى الساعات، جاء ليسلمه للمكتب، فاقترحت عليه أن تأخذه وتربيه، فوافقوا على أن تنهى بعض إجراءات كفالته. تضيف عواطف: أحضرت جميع الأوراق، وكان من بين الشروط موافقة زوجى، وفيش وتشبيه، وشهادة صحية من مستشفى الصدر، وإقرار منى ومن زوجي، بتسلم الطفل، وسلمت الورق للمكتب، وتسلمت الطفل، وطلبوا منى الذهاب لمكتب الشئون الاجتماعية بميدان المطرية لمنحى شهادة ميلاد للطفل، وأطلقوا عليه اسم سيف إبراهيم خليل وعاش معى عامين، ملأ علينا الدنيا، فأرضعته وعالجته، وسهرت عليه الليالى من أجل راحته، وكان كل يوم يمر يزداد تعلقى به، وكان كل فترة يزورنا أخصائيون من الشئون الاجتماعية لمتابعة الطفل، ليطمئنوا على مدى رعايتنا له، ويدعون لنا. تكمل عواطف بأنها فوجئت باتصال من مكتب صحة المطرية يطلب منها التوجه للمكتب وإحضار الطفل معها لوجود تفتيش عليهم، فظنت أن الأمر ساعات قليلة وتعود به ثانية، وعندما ذهبت أخذوا الطفل منها ووضعوه فى سيارة إسعاف وتوجهوا به إلى مركز الأمومة والطفولة بالقلعة وسلموه إلى دار أيتام بحدائق القبة. لم تتحمل «الأم» فراق ابنها لتعلقها به، فكانت تزوره كل يوم فى الملجأ، لإطعامه والاطمئنان عليه، وعندما يراها يجرى عليها، ويبكى، وأبلغها المشرفون على الملجأ أنه لا يكف عن البكاء، وساءت حالته الصحية، ولا يأكل إلا فى وجودها، «ولم لا، فهو اعتبرنى أمه ولا يعرف غيرى فى هذه الحياة»، حسبما تقول عواطف. لم يهدأ للأم بال، فجابت الدنيا ولم تقعد، فقدمت شكوى إلى مقر رئاسة الجمهورية، وعلمت بأن الدكتور على مصيلحى، وزير التضامن الاجتماعى، يصلى الجمعة فى دائرته الانتخابية بالشرقية، فسافرت إلى هناك، وقابلته أمام المسجد، وقصت له شكواها، ووعدها بإعادة الطفل لها، وذهبت للمجلس القومى للمرأة، والمجلس القومى للأمومة والطفولة، ولجأت للنائب العام، وإلى الآن لم يعد لها طفلها.