رفضت سوريا، اليوم الخميس، اتهامات الولاياتالمتحدة بزعزعة الاستقرار في لبنان، وقالت إنها ليست بحاجة إلى نصائح واشنطن حول كيفية التعامل مع جارها لبنان، وذلك في رد حاد على الانتقادات الأمريكية الأخيرة. وسعت الولاياتالمتحدة إلى تحسين علاقاتها مع سوريا منذ تولي الرئيس باراك أوباما منصبه في يناير من العام الماضي، ولكنّ الجانبين تبادلا تصريحات قاسية في الأيام القليلة الماضية. وقال الرئيس السوري بشار الأسد لصحيفة الحياة اللندنية، في مقابلة نشرت الأسبوع الماضي عن الولاياتالمتحدة: "لا يوجد مكان دخلوا إليه إلا وخلقوا فوضى.. هم يتحملون مسؤولية الفوضى." وبعد يومين سوزان رايس، اتهمت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة، دمشق بأنها انضمت إلى إيران وأعضاء حزب الله اللبناني لزعزعة استقرار لبنان وتقويضه. وكان جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، قال لصحيفة واشنطن بوست إنه لن يكون هناك تقارب مع سوريا ما دام أصدقاء سوريا يزعزعون الاستقرار في لبنان"، في إشارة إلى حزب الله. وقال مصدر سوري رسمي رفيع المستوى اليوم الخميس: "يبدو لنا أن السيد فيلتمان ما زال يعيش في أوهامه ولم يقرأ ما نشر من وثائق حول دوره في اتهام سوريا باغتيال المرحوم رفيق الحريري، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، عام 2005 ." ونقلت وكالة الأنباء العربية السورية (سانا) عن المصدر قوله: "نعم، سوريا معنية بأمن واستقرار لبنان لأن أمن واستقرار لبنان حيويان لأمن واستقرار سوريا، وربما يحتاج فيلتمان لأن يدرك حقائق الجغرافيا والتاريخ بأن سوريا جار شقيق للبنان، في حين أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تبعد أكثر من عشرة آلاف ميل عنه." ومضى المصدر يقول: "إننا لسنا بحاجة إلى نصائح فيلتمان لأن سوريا تمارس دورها بقرار مستقل يخدم مصالح شعبها وأمن واستقرار المنطقة." وأنهت سوريا نحو ثلاثة عقود من وجودها العسكري في لبنان بعد احتجاج دولي عقب اغتيال رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان الأسبق، عام 2005 . ومن المتوقع أن توجه محكمة تدعمها الأممالمتحدة الاتهام إلى أعضاء في حزب الله بقتل الحريري. ويحاول حزب الله، الذي نفى أي دور له في الاغتيال، الضغط على، سعد الحريري، رئيس الوزراء، وهو نجل رفيق الحريري، للتنصل من المحكمة. ولمحت سوريا أيضًا إلى أن المحكمة يجب أن ترحل، لكن الولاياتالمتحدة قالت، أمس الأربعاء، إنها تعهدت بدفع عشرة ملايين دولار للمساعدة في تمويل عمل المحكمة. وكانت التصريحات القاسية الأسبوع الماضي من رايس، التي اتهمت سوريا بتسليح حزب الله والاستهانة بسيادة واستقلال لبنان، قد قوبلت برد فوري من نظيرها السوري الذي قال: إن رايس لديها حقائق مغلوطة.