لا أحد ينكر أن الأوبرا شهدت على يد الدكتور عبدالمنعم كامل تقدما ملموسا على مستوى الفرق الزائرة من خارج مصر من فرق للباليه والأوركسترا ونجوم كبار فى عالم الموسيقى والغناء، لكن فى المقابل ظهرت فى عهده مشكلات كثيرة داخل بعض فرق الأوبرا، خصوصا فرق الموسيقى العربية بسبب قناعتهم بأن حقهم المادى والفنى مهضوم، وسواء كان الحق معهم أو مع إدارة الأوبرا فالمشكلة ليست هنا ونحن لسنا بصددها الآن، ولكن المشكلة الأهم هى كيف يدير كامل الأوبرا، فهو دائما يدير ظهره للمشكلات على اعتبار أن الأوضاع سوف تهدأ من تلقاء نفسها، وهو أمر فى الإدارة لا يتناسب مع كل المشكلات والدليل أن مشكلة الاعتصامات الأخيرة لفرق الأوبرا.. رفض كامل فى بادئ الأمر النزول من مكتبه لكى يلتقى مع أعضاء الفرق المعتصمة، وهو ما جعل الأمر يتفاقم وتتناوله وسائل الإعلام المختلفة على الرغم من أن كامل يعلم أن هناك اعتصاما قبل حدوثه ب18 ساعة بمعنى أنه علم به فى الواحدة بعد منتصف الليلة التى سبقت الاعتصام ولكنه ظل صامتا حتى حدوثه واكتفى ببعض الاتصالات بكبار موظفيه وللأسف اعتماده عليهم أكد أن الأوبرا لا يوجد بها صف ثان من القيادات وبصراحة كان «منظرهم» أثناء الوقفة الاحتجاجية مخيبا لكل من تابع الموقف؛ مدير الأمن لا حول له ولا قوة ورؤساء إدارات مركزية أى وكلاء وزارة اكتفوا بالمشاهدة أو محاولة التدخل على طريقة فض المشاجرات التى تحدث فى الحوارى «معلش وعلشان خاطرى» ومثل تلك الجمل التى لم نعد نسمعها إلا فى مصر، لذلك كان لابد أن يتحرك كامل من مكتبه ويلتقى بالناس خصوصا أن هناك وزراء نزلوا للشارع عند حدوث مثل هذه المشكلات المتعلقة بأرزاق الناس وأكل عيشهم، بما يعنى أن هذا الأمر ليس عيبا، أو تنازلا كما صوره البعض للسيد كامل وأقصد بالبعض كبار موظفيه الذين «لا قاموا بحل المشكلة ولا نصحوه بالنزول للناس»، وبالتالى صدروا له المشكلة. كامل كان لديه مشروع لرفع الأجور لكنه لم يعلم الناس به وبالتالى حدثت الأزمة وهنا تظهر مشكلة أخرى، وهى أنه بعيد عن العاملين، ومكتبه يتعامل مع أى شخص يتصل به لمقابلته باستهانة شديدة، وبالمناسبة هو يعلم ذلك وعلى الرغم من هذا فإنه لم يحاول التدخل، فى الوقت الذى تجد فيه بعض الموظفين يجلسون معه بالساعات الطويلة وهو أمر بالتأكيد يثير الناس ويشحنهم ضده. كامل يتبقى له فى إدارة الأوبرا سنة إن أراد أن تمر بسلام فعليه أن ينزل للناس، ويفتح مكتبه للجميع.. وإلا فالقادم أسوأ.