دخلت محافظة البحيرة مرحلة جديدة فى تاريخها الفنى، بعد امتلاكها لدار أوبرا فى مدينة دمنهور يدخلها إلى نطاق العالمية، ويفتح الباب أمام المواطنين فى هذا الإقليم للتعرف على ثقافات العالم المختلفة. وتذوق الفنون الكلاسيكية، وهو ما ينهى حصر ارتباط ثقافة الأقاليم المصرية بالعروض الفلكلورية والفنون الشعبية، التى كانت نمطا سائدا فى كل الاحتفالات، التى تقام خارج العاصمتين الثقافيتين القاهرة والإسكندرية. فى حفل افتتاح أوبرا دمنهور الذى شهدته السيدة الفاضلة سوزان مبارك حرم رئيس الجمهورية والفنان فاروق حسنى وزير الثقافة ومحافظ البحيرة محمد سيد شعراوى، اختارت إدارة الأوبرا برئاسة الدكتور عبدالمنعم كامل عروضا تعبر عن الخط الأساسى، الذى سيعنى بتقديمه هذا الموقع الثقافى. فكانت الإشارة الأولى مع سداسى آلات النفخ «فين قار»، الذى عزف فى حديقة أوبرا دمنهور مجموعة من أشهر المارشات العالمية أثناء قص الشريط، ثم أوركسترا أوبرا القاهرة بقيادة المايسترو نادر العياشى. والذى عزف بعد السلام الجمهورى افتتاحية زواج فيجارو، أما الفاصل الأخير من الحفل فكان مع فصل من الباليه اليونانى زوربا، الذى اشترك فى تقديمه نجمى الفرقة هانى حسن وأحمد يحيى. وخلال خمس وأربعين دقيقة هى زمن العروض أعلنت الأوبرا عن عزمها تحويل هذا المبنى الأثرى، الذى اتخذ فى تصميمه الشكل السائد فى مسارح الأوبرا العالمية إلى دار أوبرا حقيقية تقدم الفنون الراقية، ويساهم فى فتح آفاق فنية جديدة أمام الجمهور فى أقاليم مصر. وحرص وزير الثقافة فاروق حسنى فى الكلمة التى ألقاها بحفل الافتتاح أن يشير إلى دعم الرئيس مبارك لمشروع أوبرا دمنهور، فى إطار اهتمامه بأقاليم مصر وحرصه على وجود مسرح على مستوى راق بكل إقليم وكل محافظة، وأشار الوزير إلى مشروعات أخرى فى الطريق مثل مسرحى المنصورة وطنطا. ومن جانبه أعلن الدكتور عبدالمنعم كامل رئيس دار الأوبرا عن إعداد برنامج سنوى لأوبرا دمنهور أسوة بأوبرا القاهرة والإسكندرية، قال إنه سينطلق مع بداية شهر يوليو القادم ويتضمن عروضا أسبوعية لفرق الموسيقى العربية، إلى جانب الموسيقى الكلاسيكية والباليهات. وأشار إلى أن دمنهور سيكون لها نصيب من العروض العالمية الوافدة على دار الأوبرا خاصة للفرق صغيرة العدد التى لا تحتاج إلى مسرح كبير. وقال إن إلى جانب الأنشطة الموسيقية والغنائية ستقام هناك ندوات ثقافية وأمسيات شعرية من خلال الصالون الثقافى. وعلى صعيد اكتشاف المواهب ورعايتها، أشار كامل إلى أن هناك مشروعا لإنشاء مركز لتنمية المواهب، وسيقوم الأساتذة الذين سيدرسون ويدربون فيه باكتشاف المواهب وتقديمها فى حفلات خاصة، إضافة إلى إنشاء فرقة للموسيقى والغناء من هؤلاء الموهوبين. وأشار رئيس الأوبرا إلى أن العروض ستكون تبادلية بين دور الأوبرا فى القاهرة والإسكندرية ودمنهور بما يتيح للمواهب تقديم نفسها للجمهور على نطاق واسع.