ماجرى فى الدقيقة 84 من مباراة مانشستر يونايتد وتوتنهام يعد من طرائف وعجائب كرة القدم.. والتحكيم.. فخلال دقيقة واحدة، كانت الكرة فى يد هيلاريو جوميز حارس مرمى توتنهام، ثم سكنت مرماه.. فى واحد من الأهداف التى أثارت الجدل فى الأسبوع العاشر من الدورى الإنجليزى، وذلك عندما أمسك الحارس بالكرة ثم ألقى بها ليبدأ بها اللعب داخل منطقته، وفى تلك اللحظة قام البرتغالى لويس نانى بخطف الكرة التى ألقاها الحارس بعيدا عنه، ونظر إلى الحكم، ونظر حوله، ثم وضع الكرة فى المرمى وسط ذهول الحارس.. وهو الهدف الذى سيكون أعجب أهداف الموسم فى الكرة الإنجليزية.. ريدناب المدير الفنى لفريق توتنهام شن هجوما عنيفا على الحكم ووصف قراره باعتماد الهدف بأنه قرار فضيحة.. وقال ريدناب فى تصريحات صحفية: «يالها من طريقة هزلية لإنهاء مباراة» فيما قالت الصحف إن هدف نانى المثير للجدل جعل رأس ريدناب يدخن بسبب الغضب.. كان نانى يخترق صندوق توتنهام، ولمس الكرة بيده ولم يره الحكم، وتعرض للدفع الخفيف، وسقط مدعيا واستلقى، ربما لالتقاط الأنفاس.. وبدأ حارس توتنهام جوميز اللعب، حين ألقى الكرة بعيدا عنه داخل الصندوق على أن يركلها لبدء هجمة. وصاح أحد زملاء نانى عليه كى ينهض ويعود إلى مركزه.. إلا أن جناح مانشستر يونايتد جرى وخطف الكرة من أمام جوميز وسجل بها الهدف الثانى لفريقه.. توقف اللعب لفترة، ورفع المساعد رايته.. وثار الجدل: هل رفعها لإبلاغ الحكم بلمس نانى للكرة بيده أم رفعها مستدعيا الحكم للتفاوض.. وعندما بدأت المفاوضات بين الحكم ومساعده وقف بينهما فيرنانديز لاعب مانشستر يونايتد وأخذ يصرخ بصحة الهدف، وهنا ثار جدل آخر: هل من حق اللاعب أن يخترق المفاوضات بين الحكم وبين مساعده؟! هذا مشهد آخر من مشاهد التحكيم وعجائبه فى كرة القدم.. فالحكم لم يلمح لمسة يد نانى للكرة، وأشار باستمرار اللعب. وحارس توتنهام كان غافلا عن نانى وهو يرمى الكرة بعيدا، ولا يتصور أنه سوف ينهض ويخطف الكرة ويسجل منها الهدف الثانى والقاتل لمانشستر يونايتد.. وأعتقد أن بعض الحكام يتوجهون لمساعديهم للحوار لمنح أنفسهم فرصة للتفكير فى القرار، فالحكم هو الإنسان الوحيد بالملعب الذى لا يمكنه القول لحظة اتخاذ القرار: لا أعرف. دعونى أفكر؟! لكن بماذا نصف سلوك نانى جناح مانشستر يونايتد: هل هو لاعب داهية وثعلب؟ هل هو لاعب ذكى وشاطر؟ هل هو لاعب سيئ السلوك وانتهازى؟ هل ( الأخيرة ).. كان حارس توتنهام طيبا (مرادف لكلمة أخرى)!..
