قال المستشار جودت الملط، رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات ورئيس مجلس الدولة الأسبق: إن نوادى القضاة ليست نقابات عمالية حتى ينزل أعضاؤها للتظاهر فى الشوارع والوقوف على الأرصفة، داعيا قضاة المحاكم العادية ومجلس الدولة إلى الالتزام بأعراف المهنة والتمسك بمنصتهم العالية، وعدم الركض وراء وسائل الإعلام والتصادم مع الجهات التنفيذية. جاء هذا عقب إدلاء الملط بصوته، مساء أمس الأول، فى انتخابات نادى قضاة مجلس الدولة، حيث فاجأ أعضاء الجمعية بالحضور، ثم أدلى بتصريحات مقتضبة لوسائل الإعلام، فسرها العديد من القضاة، بأنها تعبير عن مساندة الملط للمستشار عصام عبدالعزيز، المرشح السابق لرئاسة النادى، ورفضه الشديد لسياسات المستشار يحيى دكرورى، الذى حسم الانتخابات لصالحه. وعرفت فترة رئاسة دكرورى تصعيدا غير مسبوق مع المستشار ممدوح مرعى، وزير العدل، حيث دعا دكرورى خلال 3 سنوات سابقة إلى 3 مؤتمرات صحفية للمطالبة العلنية بمستحقات النادى لدى الوزارة، وطلب تدخل رئيس الجمهورية بنفسه لحل بعض المشكلات، أبرزها علاج القاضى محمد المنزلاوى على نفقة الدولة، عام 2006، بعد رفض مرعى. وأضاف الملط أنه حضر للمشاركة فى انتخاب «مجلس إدارة قوى، له رئيس يتحدث باسمه ويستوعب آراء باقى الأعضاء، ولا يسمح لهم بالظهور على شاشات الفضائيات والصحف ليتحدثوا عن مشكلات النادى والمجلس». وأشار الملط إلى أنه من المعتاد وجود فجوة بين قضاة مجلس الدولة ووزارة العدل، وناشد مجلس الإدارة المقبل بعدم المساهمة فى إساءة العلاقة بين الطرفين، والعمل على توطيد العلاقات بوزير العدل، قائلا: «ليس معقولا أن أهاجم الوزير ثم أطالبه بمستحقات النادى ودعمه». واعتبر أن رسالة النادى اجتماعية وثقافية فقط، ولا ينبغى لمجلس إدارته أن يناقش مشكلات المرتبات والبدلات والانتدابات والإعارات، لأنها من اختصاصات المجلس الخاص أعلى سلطة إدارية بمجلس الدولة وأن الطريقة الأمثل لحل مشكلات القضاة تكمن فى التواصل بين مجلس إدارة النادى والمجلس الخاص. وأكد الملط فى نهاية تصريحاته أن مجالس الإدارة المقبلة لن تستطيع أن تقدم ما قدمه أثناء رئاسته للنادى، وأشار بيده إلى المبنى الرئيسى للنادى الذى تم إنشاؤه فى عهده عام 1999. وتعمد الملط مغادرة النادى بصحبة دكرورى، بعد مداعبة بعض المرشحين على مقاعد العضوية، وإلقاء التحية على عبدالعزيز وكبار القضاة.