منذ 1995 لم ينجح مرشح واحد تابع للحزب الوطنى، وحتى الذين نجحوا كمستقلين ثم انضموا للحزب، حين عاودوا الترشح مرة أخرى، فشلوا بالثلاثة، ومنذ 4 دورات برلمانية سابقة لم يفز مرشح واحد مرتين متتاليتين.. هذا يوضح كثيرا من ملامح دائرة توصف بأنها أكثر الدوائر سخونة فى الصعيد كله، إنها دائرة أرمنت وغرب الأقصر. هذه الدورة نفسها أسقطت مرشح السراى فى 1945 عبود باشا، لصالح أبوالمجد الناظر، مرشح الوفد.. إنها دائرة «معارضة» بالفطرة. مشكلات البطالة والصرف الصحى، من أكبر المشكلات التى يحرص المرشحون على التطرق لها والوعد بحلها، ويكادون جميعا يعتمدون عليها كبند رئيسى فى برامجهم الانتخابية. اتسعت دائرة أرمنت هذه المرة لتشمل غرب الأقصر، وانضمت إليها قرى كثيرة لم تكن تتبعها سابقا، ولعل هذا ما جعلها تعانى «شبه انفصال» بين قسميها الشمالى والجنوبى، لكن على الرغم من هذا، تدارك مرشحو انتخابات مجلس الشعب هذه العقبة، وبدأ أغلبهم جولات مكثفة للتعارف بأهالى الدائرة، وتعريفهم بنفسه، وبما يمكن أن يقدمه لهم. أبرز المرشحين، هو ضياء رشوان، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، والذى يخوض المعركة مدعوما بحماس طبقات واسعة من الشباب، الذين يرون فيه «نجما» سياسيا، قادرا على تحقيق مطالبهم بعلاقاته الواسعة، والتى تشكلت بحكم عمله وإقامته فى القاهرة لسنوات طويلة. رشوان ابن عائلة النصيرات بأرمنت، ذات أكبر الأصوات الانتخابية، يعتمد أيضا على تاريخ عائلته البرلمانى، فوالده يوسف رشوان، كان نائبا عن الدائرة لأكثر من 30 عاما، قدم خلالها خدمات جعلته مضرب المثل بالنسبة للأهالى فى تحقيق مطالبهم. منافسو رشوان، يحاولون النيل منه بإطلاق اتهامات من نوعية غيابه عن الدائرة، لكن «الحقيقة أن دائرة كأرمنت، عانت إهمالا حكوميا طويلا، تحتاج نائبا مثل رشوان، لأنه قادر على انتزاع مطالب أبناء الدائرة من الحكومة، أفضل من نواب ينتمون للحزب الوطنى، ويخضعون لسيطرة قياداته، ولا يجرءون على نطق كلمة قبل الاستئذان من أحمد عز»، هكذا يرد أحمد حسان، أحد شباب الدائرة. مرشحا الفئات، فى أرمنت، على قوائم الحزب الوطنى، بدآ حربا مبكرة، قبل إعلان نتائج المجمع الانتخابى، وحرر النائب الحالى النوبى فتحى، والسابق بهجت الصن، بلاغات فى قسم الشرطة، ضد بعضهما البعض، باتهامات بالسب، على خلفية منشورات شهدتها قرية أرمنت الحيط. كل يوم، تكاد فرص النوبى فتحى تتضاءل فى اختيار الحزب الوطنى له، أو نجاحه إن أخطأ الحزب هذا الخطأ وأتى به على قوائمه، فالرجل طوال الخمس سنوات الأخيرة، لم يقدم شيئا ذا جدوى للدائرة، حتى الذين قام بتعيينهم فى وظائف حكومية، كانوا من ذوى عائلات ثرية، ومن أقربائه، أما المشاريع الأخرى التى ينسبها فتحى لنفسه، فإما صدرت قرارات إنشائها قبل وصوله للبرلمان، أو أنها كانت مدرجة على خطة المحافظة منذ سنوات. بهجت الصن، النائب السابق، فقد الكثير من عوامل نجاحه مع اختلاف الظروف التى سمحت له بالنجاح من قبل، فسطوة العصبية القبلية تضاءلت كثيرا أمام جيل الشباب الذى أصبح يفكر بمنطق مختلف، ويبحث عمن يستطيع تحقيق مطالبه، بصرف النظر عن انتمائه العائلى، ولهذا يكاد هو الآخر لا يجد شعبية خارج عائلته وقراباته، والتى، وإن كانت ذات كتلة تصويتية لا يستهان بها، إلا أنها ليست كافية لحجز المقعد البرلمانى له. أكثر من 30 مرشحا تنتظرهم دائرة أرمنت فى الانتخابات المقبلة، بينهم 15 حزبا وطنيا، و3 معارضة، ونحو 14 مستقلا، بدأوا جميعا فى الدعاية الانتخابية، بلافتات تقليدية، وجولات بين العائلات لحشد التأييد. أبوالحسن السعدى، نقيب المحامين بالأقصر، يحاول استمالة المحامين ليكونوا وراءه فى الانتخابات، لكنه يصطدم بانتماءات عائلية، وجغرافية، أكثر تأثيرا من عامل «المهنة» لدى المحامين، أما أحمد البارون وهو رجل أعمال من قرية الريانية، وأحمد عبدالله من عائلة الشناترة بأرمنت الحيط، وخالد عبيد علام من قرية الاقالته بالأقصر، وأحمد سلام، وجميعهم يحاول منذ الآن التربيط مع العائلات ذات التأثير الانتخابى، ولا يستثنى إغراء المال فى سعيه الحثيث إلى هذا، وهناك أحمد الفرشوطى، مرشح فئات مستقلا، وهو موظف بالشهر العقارى بالرزيقات، والذى خاض معركة انتخابات 2005، لكن لم يحالفه التوفيق، يسعى لأن يكون المتحدث باسم شباب الدائرة وحامل آمالهم للبرلمان، والدكتور عماد عبدالرحمن، ينافس مستقلا، من قرية الريانية. على مقعد العمال يتنافس 9 مرشحين للحصول على ترشيح الوطنى وهم النائب الحالى على الباسل من عائلة «الريانية» ومنتصر سليم أمين من عائلة النبابتة، والمحامى عبدالله القريفانى، وهو عضو سابق فى مجلس الشعب، ومحمد أبوالمجد الجميل رئيس المجلس الشعبى المحلى سابقا، واستطاع الوصول لجولة الاعادة فى انتخابات 2005، وخالد عبدالوهاب رسلان، فلاح، ابن عائلة الخلفاء فى قرية الرزيقات، وهو موظف بإدارة أرمنت التعليمية وكويس أبوالمجد كويس، موظف بالتربية والتعليم، ومقيم بقرية المريس بالأقصر، وأبوالمجد محمد أبوالمجد وصالح بكرى والزين طايع. حزب الوفد دفع بمرشحيه حسان محمد جاويش وشهرته أحمد جاويش على مقعد الفئات، وينتمى لقرية القرنة بالاقصر، ومحمد سلام رجل الأعمال على مقعد العمال، وإن كان الاثنان بلا تأثير شعبى يجعلهما مؤثرين فى المعركة المحتدمة. أما المستقلون فى منافسة العمال، فيبرز اسم العميد عمار عبدالرزاق، مدير إدارة العلاقات العامة بمديرية أمن قنا، والذى استقال من وظيفته ليخوض معركة العمال، وينتمى لقرية أرمنت الوبورات، ويعتمد فى ترشيحه على الشباب الذين أطلقوا عليه اسم الحصان الأسود، كما أنه رفض تقديم أوراقه للمجمع الانتخابى، رغم وعود متكررة من قيادات فى الحزب لدعم ترشيحه على قوائم الحزب الوطنى، وخالد عرابى، الذى يعتمد على أصوات أبناء عائلته «بنى هلال» الموجودين بكثافة فى عدد من قرى أرمنت وقادرون على التأثير، وعلاء الغزالى «عمال مستقل» وينتمى لقرية قامولا. وللمرة الأولى، تشهد أرمنت «مرشحات» لمجلس الشعب، ففى الدائرة أكثر من 7 سيدات أعلنّ عن خوضهن المعركة على قائمة الكوتة، أبرزهن، سحر رجب، وهدى خليل، مراسلة روزاليوسف فى الأقصر، وأمانى محمد المدنى، وراوية الصحابى وهدى عبدالمريد، أكثرهن حماسا ونشاطا فى الدائرة، ود. إلهام محمود، ود. سعاد إسرائيل.