قال ضياء رشوان، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، والمرشح لمقعد الفئات فى دائرة غرب الأقصر وأرمنت على قائمة حزب التجمع، إن الحزب الوطنى مضطر لقبول المعارضة تحت قبة مجلس الشعب. وأوضح رشوان، أن مصر على أعتاب انتخابات رئاسية، وستكون أضواء العالم مسلطة عليها، وهذا يضطر النظام الحاكم للاعتراف بمعارضة طال تجاهله لها. وعاد رشوان بالذاكرة إلى انتخابات مجلس الشورى الأخيرة، حيث لم تفز أحزاب المعارضة سوى بأربعة مقاعد فقط، وقال: كان هذا مشهدا سخيفا. ونفى رشوان ما تردد عن صفقة بين الحزبين: الوطنى والتجمع، لترشيحه فى دائرة أرمنت، وأرجعها إلى تقارير إعلامية ذكرت أن الأحزاب ستحل محل الاخوان المسلمين فى البرلمان المقبل، لكن «أنا شخصيا ليس لدى صفقات مع أحد، ولم يتحدث معى أى مسئول على أى مستوى فى الدولة، سواء فى الحزب الوطنى أو الأجهزة التنفيذية، رغم علاقتى الطيبة الإنسانية بهم، فليس بيننا وبينهم أى صفقات»، حسب قوله. وانتقد رشوان ما وصفه ب«تقلص قيمة النائب البرلمانى حاليا، إلى أن أصبح يحضر العزاءات ويفرج عن الآخرين من مراكز الشرطة»، وقال: «هذا أمر لا يليق، لا بالناخب ولا بالنائب، لأن وظيفة النائب الرئيسية هى الرقابة والتشريع وربط دائرته بمركز البلاد (القاهرة)». ووصف رشوان وجوده فى القاهرة، بأنه «ميزة»، مفسرا ذلك بقوله: «إذا أردت أن تغير فى البنية التحتية أو تريد عمل مشروعات صناعية أو تجذب استثمارات، فهذا يتطلب أن تتواصل مع مركز البلاد، وعملى الوظيفى والعام يساعدنى على حل الكثير من هذه المشكلات وهذا ما يحتاج إليه الناخب». وعلق رشوان على ما يردده البعض حول «غيابه عن الدائرة» بحكم عمله كباحث فى مركز الأهرام، فقال إن البعد «لا يقاس بالمكان الجغرافى»، مدللا على هذا بأن «هناك الكثيرين من الأعضاء البرلمانيين المنتخبين والموجودين فى دوائرهم، لكن المواطن لا يحس بهم، ولا يجدهم». وأشار رشوان إلى أن دائرة غرب الأقصر وأرمنت «متميزة»، فمنذ انتخابات عام 95، لم ينجح مرشح واحد تابع للحزب الوطنى، ومن نجحوا مستقلين ثم انضموا للوطنى رسبوا فى الدورة التالية، ولم يتكرر انتخاب نائب واحد لأكثر من دورة. وأضاف: «آخر المرشحين المنتخبين كان والدى يوسف رشوان، وبعدها لم يتكرر انتخاب نائب واحد مرتين، وقال: «هؤلاء كانوا موجودين داخل دوائرهم، لكنهم غير موجودين فى الوقت نفسه، فلو أن النائب يقوم على مصالح المواطنين لأعادوا انتخابه». وتابع رشوان: «لن نترك قضيتنا وأصواتنا لوعود حكومية أو لتوقعات، وسنمارس حقنا الكامل فى كل أشكال الرقابة على التصويت أو الفرز. مضيفا: «أنا أعمل منذ سنوات طويلة لخدمة بلدى أرمنت تطوعا، وإذا أصبحت نائبا عنهم، فسيصبح دينا علىّ أن أوجد بصفة مستمرة بينهم، وبيتى موجود بينهم، وحتى أثناء وجودى بالقاهرة ستكون هناك طريقة لاستقبال طلبات المواطنين، فأساس العمل هو الإنجاز والأهم أن تعمل على تحقيق مصالح المواطنين». وأكد رشوان أن تأثير القبلية فى الصعيد عموما، وفى قنا وأرمنت تحديدا، بدأ فى الانكسار والتفكك ولكن ليس بشكل نهائى وأصبحت المنافسة الآن فى كثير من الدوائر الانتخابية بين مرشحين من داخل العائلة الواحدة والقبيلة الواحدة، لافتا إلى أنه قادر على التعامل معها. وأشار رشوان إلى «ظاهرتين متعارضتين»، حسب وصفه، فى مصر. تتمثلان فى زيادة نسبة الترشيح وقلة نسبة التصويت، موضحا أنه فى انتخابات الشعب الماضية كان عدد المرشحين على مستوى الجمهورية 5200 مرشح، أى بمعدل 11 مرشحا لكل مقعد، بينما تراوحت ما بين 15 و20% فقط. وأرجع رشوان هذه الظاهرة إلى زيادة النشاط عند النخبة السياسية سواء المحلية أو القومية، وزيادة فكرة المشاركة والصعود، «فمرشحو المجالس المحلية للمدينة يتقدمون فى الدورة التى تليها لمجالس المحافظة، ثم إلى الشعب وهكذا.. فالعملية فى إطار الصعود، وهذا ليس مرتبطا باقتناع الناخبين بالعملية الانتخابية، إنما الاقتناع يعود إلى النخبة، ولذلك تقل نسبة التصويت». وحول رؤيته للانتخابات المقبلة، قال رشوان إن لكل دائرة ظروفها المختلفة، فدوائر الإخوان ستختلف عن دوائر الحزب الوطنى والمستقلين. وشدد على أنه يجب حماية حرية التصويت «بأى شكل من الاشكال وبكل السبل»، من أول مندوبى اللجان والوكلاء وحتى منظمات حقوق الانسان والإعلام، التى تقوم بدور المراقبة، وذلك «حتى يثق المواطنون فينا، ويخرجوا للإدلاء بأصواتهم، مما يساعد المواطن على تعلم السياسة والدفاع عن حقه، وأنا أوافق على أن يسقطنى الناس أفضل من أننى أسقط بالتزوير». وعن الخدمات التى يحتاجها مركز أرمنت قال رشوان: «هناك الكثير من الشوارع الداخلية فى أرمنت لم ترصف منذ 50 عاما، وتعانى من مشكلات الصرف الصحى، كما لا توجد أى صناعة غير مصنع السكر الذى أنشئ فى عام 1872، ونسبة البطالة مرتفعة لدرجة تكاد تكون الأولى على مستوى الصعيد، رغم ارتفاع نسبة التعليم، بالإضافة لمشكلات مزارعى القصب، الذين يعانون من مشكلات مع شركة السكر والبنك، كل هذه المشكلات فى حاجة إلى حلول جدية وليس مجرد نوع من المسكنات. ولو الحلول التى تم تقديمها لهم سابقا كانت حقيقية كان المواطنون قد أعادوا انتخاب من قدمها لهم، ولكن الناس تعاقبهم على ذلك بعدم انتخابهم مجددا». ووجه رشوان نصيحة للشباب فى دائرته: «اعتبرونى بسطة سلم، ولو صعدتوا عليا ح تقدروا تطلعوا، وليكن هذا عن طريق الانتخاب، ومعيار الجدية والأداء، لا معيار القبلية». يمكنكم متابعة مزيد من التغطيات من خلال مرصد الشروق لانتخابات برلمان 2010 عبر: مرصد الشروق عبر فيس بوك مرصد الشروق عبر تويتر