جاء إعلان حزب الوفد لقائمته الأولية لمرشحيه الذين سينافس بهم فى انتخابات مجلس الشعب القادمة بمثابة إعلان حرب بينه وبين جماعة الإخوان المسلمين وإيذانا ببدء مرحلة جديدة فى الصراع الانتخابى بين الجماعة والحزب الليبرالى. القائمتان المبدئيتان تظهران اصطدام حزب الوفد بجماعة الإخوان المسلمين بالجماعة حتى قبل إعلان القوائم النهائية فيما يقرب من 40 دائرة فى المحافظات المختلفة. ففى محافظة البحيرة هناك 6 دوائر من المتوقع أن تشهد صراعات ساخنة بين مرشحى الحزب والجماعة لتنافسهم على نفس المقعد، وهى دوائر بندر دمنهور، وإدكو وكفر الدوار، والصراع فيها بين الوفد والإخوان سيكون على مقاعد الفئات، ودائرتا شبراخيت وأبوالمطامير وسيتنافسون فيهما على مقعدى العمال إضافة إلى مقعد الكوتة الذى يشهد منافسة نسائية بين الحزب والجماعة على مقعد الفئات. وتأتى محافظة الشرقية التى تعد احد المعاقل الرئيسية للإخوان من بين اقوى الساحات التى ستشهد منافسة حامية الوطيس بين الوفد والجماعة حيث يوجد بها 6 دوائر يصطدم فيها الاثنان وهى فاقوس وبندر الزقازيق وأبوحماد ومقعد الكوتة «فئات»، ودائرة ديرب نجم التى تشهد منافسة بينهما على مقعد العمال، إضافة إلى دائرة أبوكبير التى ستشهد منافسة نارية بين ثلاثى السياسة فى مصر الوطنى الذى يمثله فى الدائرة على المصيلحى وزير التضامن الاجتماعى والإخوان والوفد. وتشهد محافظات الجيزة وأكتوبر وحلوان منافسة حادة بين جناحى المعارضة «الوفد والإخوان»، ومن بين دوائر محافظة 6 اكتوبر التى سيتنافس فيها الطرفان إمبابة والبدرشين وكرداسة والدقى والصف وأوسيم. وفى محافظة القليوبية يصطدم الإخوان بالوفد فى ثلاث دوائر أبرزها قليوب التى يتنافس فيها مرشح الوفد مع مسئول الملف السياسى بالجماعة أحمد دياب على مقعد الفئات، إضافة إلى دائرتى بنها والخانكة. ومن المتوقع أن تشهد محافظة الإسكندرية التى تشتعل فيها المنافسة بين الإخوان والوطنى بطبيعة الحال نظرا لطبيعة مرشحى الطرفين إضافة إلى كونها إحدى محافظات الانتشار الإخوانى حيث يمثلها 7 نواب فى المجلس الحالى، منافسة من نوع آخر بين المعارضين حيث يلتقى الوفد بالإخوان فى ثلاث دوائر حتى الآن هى كرموز على مقعد الفئات وباب شرق على مقعد العمال إضافة إلى مقعد الفئات فى انتخابات الكوتة. وسيصطدم الوفد والإخوان فى ثلاث دوائر بكفر الشيخ هى بندر دسوق والعجوزين ومطوبس على مقاعد الفئات. ومن المتوقع أن تشهد محافظة الفيوم اصطداما بين الحزب والجماعة فى نحو 3 دوائر أبرزها ابشواى التى يتنافس فيها الطرفان على مقعد الفئات. وفى محافظات أسيوط التى تتميز بالطابع القبلى والعشائرى فى الانتخابات يخوض حزب الوفد غمار المعركة الانتخابية ضد الإخوان فى دائرتى الفتح وأبوتيج على مقعدى الفئات بالدائرتين وسط توقعات بارتفاع دوائر المنافسة إلى ثلاث فى ظل إعلان الجماعة عن نيتها فى ترشيح احد أعضائها بدائرة بندر أسيوط التى يوجد بها مرشح للحزب. كذلك من المتوقع أن تشهد محافظة الغربية صداما عنيفا بين الوفد والإخوان فى المحافظة الوحيدة التى دفعت فيها الجماعة بأحد أعضاء مكتب إرشادها وهو سعد الحسينى مرشح الفئات بدائرة المحلة فى مواجهة مرشح حزب الوفد، بالإضافة إلى ثلاث دوائر أخرى يلتقى فيها الطرفان وجها لوجه وهى محلة روح وقطور على مقعدى الفئات ودائرة طنطا على مقعد العمال. كما تشهد محافظة السويس الهادئة منافسة بين الجماعة والحزب فى دائرتين من ثلاث دوائر قرر الطرفان خوض المنافسة بهما وهما الدائرة الأولى والثانية على مقعدى الفئات. وفى محافظة القاهرة يلتقى الطرفان فى صراع مباشر بأربع دوائر هى الزاوية الحمراء والنزهة على مقعدى العمال، ودائرتى الساحل ومدينة نصر على مقعدى الفئات. ومن المنتظر أن يرتفع عدد الدوائر مع اكتمال إعلان كلا الطرفين عن قوائمه النهائية فى ظل عدم تنسيق واضح بين القوى السياسية المشاركة فى الانتخابات وجماعة الإخوان وتحديدا الوفد الذى يسعى لأن يحل مكان الجماعة فى المجلس الجديد وأن يكون القوة رقم اثنين فى الحياة السياسية بعد الحزب الوطنى. من جانبه، قال المتحدث الرسمى باسم الجماعة وعضو مكتب الإرشاد عصام العريان «الجماعة تدرك جيدا أن أحزاب المعارضة عليها ضغوط كبيرة من جهات معروفة جيدا للإخوان»، موضحا أن الإخوان على الرغم من ذلك سيسمحون لمرشحيهم فى الدوائر المختلفة بالتنسيق مع المرشحين الآخرين وفق ما يبدو لهم. وأضاف إذا صدق الوفد بأنه سوف ينافس على 90% من المقاعد فسيكون هو الذى فى حاجة إلى التنسيق مع الإخوان. وأوضح أن المعارضة يجب أن تحرص على التنسيق مع بعضها البعض للحصول على اكبر قدر ممكن من المقاعد فى البرلمان القادم لأن عدم التنسيق يعنى أن المعارضة هى التى ستكون الخاسر الأكبر. وأشار إلى أن رئيس حزب الوفد السيد البدوى قال فى وقت سابق إنه سيسمح لمرشحيه بالتنسيق مع الإخوان كأفراد. من جهته، أرجع عمرو هاشم ربيع الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية عدم قيام الوفد بالتنسيق مع الإخوان فى الانتخابات القادمة بأنه قد يكون نتيجة لضغوط فرضت عليه فى إطار صفقة سياسية مع الحزب الوطنى، قائلا: فى النهاية الانتخابات عبارة عن لعبة مفتوحة». وأوضح انه كانت هناك محاولات للتنسيق من قبل الجماعة من خلال زيارة محمد بديع مرشد الإخوان للبدوى بمقر الحزب إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل فى التنسيق على أشياء أساسية، فكان من الطبيعى ألا يتم التنسيق فى الفرعيات. أما سكرتير عام حزب الوفد منير فخرى عبدالنور فكان له رأى آخر بأن عدم التنسيق بين الحزب والجماعة فى الانتخابات يجب أن يكون هو القاعدة وأن يكون التنسيق هو الاستثناء لأن كلا منهم يحمل مشروعا مختلفا عن الآخر تماما، موضحا أن الوفد صاحب مشروع ليبرالى يدعو لدولة مدنية قائمة على احترام الدستور، أما الإخوان فيحملون مشروع دولة مرجعيتها دينية، ومن ثم يجعل التنسيق بينهما شبه مستحيل. وحول ما إذا كان عدم التنسيق جزءاً من صفقة بحسب ربيع قال منير الحديث عن صفقة بين الوفد والوطنى «بقى بايخ» متابعا «الحداية مبتحدفش كتاكيت». ولفت إلى انه سيكون من الطبيعى ان يحصل الوفد خلال الانتخابات القادمة على عدد مقاعد أكثر من السابق لعدة أسباب منها انخفاض شعبية كل من الحزب الوطنى بسبب ارتفاع الأسعار وموجة الغلاء التى يشعر بها الناس، والإخوان لأن أداءهم كان ضعيفا خلال الدورة الماضية، بالإضافة إلى عوامل أخرى منها قوة مرشحى الوفد فى الانتخابات القادمة وارتفاع عددهم، مشيرا إلى أن الحزب لن يحصل على اقل من 25 مقعدا وقد يزيد هذا العدد.