رفع الأساقفة والمطارنة والكرادلة الكاثوليك المجتمعون فى الفاتيكان لائحة توصياتهم النهائية إلى بابا روما لاعتمادها، وذلك عقب انتهاء أعمال المجمع الفاتيكانى المخصص لبحث وضع المسيحيين فى الشرق الأوسط أمس الأول. وضمن 44 توصية نهائية، طالب الآباء الكاثوليك الممثلين لجميع الكنائس الكاثوليكية فى العالم، بتشجيع الحج الدينى إلى الأراضى المقدسة خصوصا فى مصر و وفلسطين، وإسرائيل، والأردن، وفى بيان التوصيات الختامية قالوا: «إن الشرق هو أرض الوحى الإنجيلى، ممّا جعله، محطّ أنظار الحجّاج على خطى إبراهيم فى العراق، وموسى فى مصر وسيناء، ويسوع المسيح فى الأراضى المقدسة (مصر، وفلسطين، واسرائيل، والأردن، ولبنان)». وأضافوا: «الحجّ إلى الأراضى المقدّسة، يتيح اكتشاف غنى الكنائس الشرقيّة، واللقاء مع الجماعات المسيحيّة المحليّة، وتشجيعها»، وهو ما يأتى تأكيدا لموقف الكنائس الكاثوليكية المعارض لموقف البابا شنودة بمنع الحج إلى القدس، وإن أيده الكاثوليك فى مطالبة الحكومة المصرية بتشجيع الحج الدينى المسيحى لمصر التى تحتل مكانة مقاربة لمكانة القدس فى الإنجيل والتوراة. وطالب الأساقفة المجتمعون فى الفاتيكان بابا روما بالموافقة على اعتماد نص موحد ل«قانون الإيمان» المعروف ب«القانون النيقوى القسطنطينى»، وهو الوثيقة الأساسية التى تفرق الطوائف المسيحية بينها وبين بعض، كذلك اعتماد التعريب الموحد ل«الصلاة الربّية»، المعروفة فى مصر بصلاة «أبانا الذى فى السماوات» أو صلاة «الأبانا»، (وهى تقارب الفاتحة فى أهميتها وضرورة استخدامها فى بداية ونهاية جميع طقوس الصلاة)، وهو ما يأتى رغبة من الكنائس الكاثوليكية المحلية فى التقرب إلى الأرثوذكس والإنجيليين فى دول الشرق، وإن كان الأقباط الكاثوليك فى مصر قد اعتمدوا نفس القداسات الأرثوذكسية القبطية بشكل متطابق، وقانون الإيمان، بفروق طفيفة قد يتم إلغاؤها، منذ نحو ستين عاما، ونتيجة لتوصيات هذا المجمع فإنه من المتوقع أن تعتمد الكنيسة الكاثوليكية القبطية نفس النص الموحد لصلاة الأبانا مع الأرثوذكس والإنجيليين. وطالب الأساقفة الفاتيكان بتشجيع المشروعات التنموية والاستثمارية فى الشرق وذلك لتدعيم الوجود المسيحى فى ظل تراجع الوضع الاقتصادى والسياسى، وهو ما أدى، وفقا للأساقفة، إلى بيع الكثير من المسيحيين لأراضيهم وأملاكهم فى الشرق. كما أقترح الأساقفة على الفاتيكان «تدعيم استخدام اللغة العربيّة فى دوائر الكرسى الرسولى (الفاتيكان) واجتماعاته الرسميّة، لا سيّما أن اللغة العربية لعبت دورا بارزا فى تطوّر الفكر اللاهوتى والروحى للكنيسة، وتحديدًا من خلال تراث الأدب العربىّ المسيحى».