أدان الإعلان المشترك للمنتدى الكاثوليكى الإسلامى، الذى اختتم أعماله فى الفاتيكان أمس الأول، الاضطهاد والعنف وجميع صور الإرهاب، خاصة الذى يرتكب باسم الدين، وشدد الإعلان الصادر عن المنتدى الأول من نوعه، على أهمية حرية المعتقدات، ودعا إلى الالتزام المشترك بإقامة عالم أكثر عدلاً، واحترام الفرد على صعيد الدين، وحق الأفراد والمجموعات فى ممارسة دينهم علناً ومنفردين.. وشدد على الروح الودية والحارة التى طغت على المحادثات المغلقة التى شملت المسائل الدينية والأخلاقية والاجتماعية. من جانبه، أشاد البابا بنديكت السادس عشر، بابا الفاتيكان، أمام 85 مندوباً من عدة دول، باللقاء الذى وصفه بغير المسبوق، الذى يشكل خطوة إضافية على طريق فهم أفضل بين المسلمين والمسيحيين، مشيراً إلى أن المنتدى الكاثوليكى الإسلامى، هو الاسم الرسمى لهذا الحوار، ومن المقرر أن يعقد كل عامين، وحث المسلمين على الانضمام إلى المسيحيين، فى الدفاع عن القيم الأخلاقية المشتركة، واحترام حقوق الإنسان. استقبل البابا المندوبين فى قاعة كليمنتين فى الفاتيكان المخصصة للمناسبات الكبرى، معرباً عن أمله فى أن يشكل هذا الاجتماع فرصة للحوار والسير نحو الحقيقة، وتابع: «فليساعدنا الله الرحمن الرحيم، فى مواجهة هذه التحديات، وليحمنا ويباركنا، وينير عقولنا بقوة محبته». من جانبه، أكد المندوب الإيطالى المسلم يحيى بالافيتشينى، أن المحادثات كانت صريحة بشكل غير مسبوق فى اللقاءات بين الأديان المختلفة، فيما قال الأستاذ الجامعى الكاثوليكى الفرنسى جوزف مايلا: «بحثنا فى العبارات التى تثير الاستياء مثل كره الإسلام»، فيما حذر الأستاذ الجامعى الأمريكى المسلم سيد حسن نصر، من تبشير عدائى يشن باسم الحرية، بينما أكد المفكر الإسلامى السويسرى، سورى الأصل، طارق رمضان، عدم إمكانية إجراء مناقشة دون التطرق إلى بعض المسائل الحساسة مثل الحرية الدينية، ودعا المسؤولون الدينيون كل المؤمنين إلى العمل على إقامة نظام مالى أخلاقى، تأخذ الضوابط التى تحكمه فى الاعتبار، وضع الفقراء والمحرومين والدول المدينة. يذكر أن هذا المنتدى الذى ركز على موضوع محبة الرب ومحبة الآخر ليس الهيئة الوحيدة التى تعنى بالحوار بين المسلمين والكاثوليك، لكنه الأول الذى جمع فى الفاتيكان هذه المجموعة الواسعة من رجال الدين والمثقفين المسلمين من العالم بأسره، ينتمون إلى مدارس فكرية مختلفة ويؤكدون عدم تبعيتهم لأى سلطة سياسية.. جاء المنتدى الإسلامى الكاثوليكى نتاجاً لرسالة مفتوحة أرسلها بابا الفاتيكان فى أكتوبر من العام الماضى ل138 عالماً مسلماً وإلى رؤساء الكنائس المسيحية الأخرى، يدعوهم إلى المشاركة معاً فى حوار مفتوح. وضم الوفد الكاثوليكى مسؤولين من الفاتيكان وباحثين كاثوليك فى الإسلام، وأساقفة يترأسون الأقليات فى العراق وسوريا وباكستان والدول الخليجية، أما الجانب الإسلامى فمثله اتحاد مستقل للمفكرين الإسلاميين، وعلماء دينيون من الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا ودول غربية. من جهة أخرى، تسلم بابا الفاتيكان أوراق اعتماد السفيرة المصرية الجديدة لدى الكرسى الرسولى الفاتيكانى، لمياء على حمادة مخيمر، ووجه إليها كلمة قال فيها: «إن مصر أرض حضارة عريقة معروفة فى العالم أجمع»، مشيراً إلى أن العلاقات القائمة بين الكرسى الرسولى ومصر ترتكز على الاحترام العميق المتبادل، لاسيما لوجود رغبة حقيقية مشتركة فى تعزيز الوحدة والسلام وتنمية الحوار والتعاون بين أعضاء مختلف الثقافات والديانات.
