«عنصر المفاجأة كان عاملا مهما فى البناء الدرامى، حيث ينكشف السر فى نهاية الأحداث مع القبض على قاتل الصحفى ومقدم البرامج الشهير، وتكون المفاجأة بأنه قتل لأنه إعلامى فاسد يبتز أصحاب المشاكل من رجال الأعمال وغيرهم، ويسقط القناع الذى كان يضعه طوال الوقت».. هكذا لخص المخرج محمد الرشيدى فكرة مسلسل «شاهد إثبات»، وقال إن خطورة الإعلامى الفاسد أنه يقدم لنا الباطل ونحن نعتقد أنه الحقيقة، ويستطيع بذلك التسلل إلى عقول الملايين، الذين يشاهدون برنامجه عبر شاشة التليفزيون، وهو بذلك أخطر من تجار المخدرات أو اللصوص والمرتشين، الذين نراهم فى الحياة على حقيقتهم ونعرف مدى خطورتهم. وأبدى الرشيدى سعادته برد فعل الجمهور تجاه المسلسل، وقال إنه كان يحلم بتقديم عمل يغير شكل الدراما من خلال تغيير النجوم، الذين اعتاد المشاهد رؤية وجوههم كل عام، ولهذا قدم عددا من الوجوه الجديدة، كما راهن على جومانا وطارق لطفى كأبطال لمسلسله، وبالفعل كسب الرهان. وقال إنه بحث طويلا عن ممثل يستطيع تقديم شخصية الإعلامى الفاسد، الذى يستطيع أن يدس السم فى العسل فلم يجد أفضل من طارق لطفى، الذى لعب الدور بمهارة شديدة، فكان عليه أن يقدم شخصية الشرير، دون أن يشعر المشاهد بأنه أمام شخصية سلبية، ولكنه عندما يسترجع المتلقى المشاهد والأحداث بعد كشف المستور يجد أنه كان شريرا للغاية. وعن رأيه فى انتشار مشاهد «الدم والقتل» فى الدراما وانتقاد البعض لها بسبب دمويتها وعنفها قال: «مشاهد القتل لابد أن تكون موظفة دراميا بما يخدم أحداث المسلسل، فمثلا حينما قدمنا مشهد قتل «طارق لطفى» فى المسلسل لم يكن دمويا لدرجة تنفر من المشاهد، كما أنه كان مهما جدا فى الحبكة الدرامية للمسلسل، الذى كانت تدور كل أحداثه حول رحلة الكشف عن هوية القاتل، وبالتالى لو حذفنا مشهد القتل من الأحداث كان المسلسل سيفقد الكثير من مصداقيته وتفاعل الجمهور معه، ومن هنا فضلنا أن يحتمل المشاهد مشهد الدم لمدة دقيقتين فقط. وأضاف الرشيدى: «مشهد القتل كان أصعب مشهد صورته فى حياتى، واستغرق تصويره يوما كاملا بدأ فى الساعة «12» ظهرا وانتهى، وتم تصويره بطريقة لم تقدم من قبل فى الدراما المصرية، حيث تعتمد على ترتيب الصورة بترتيب الأحداث وليس بترتيب عرضه، ويظهر «طارق لطفى» وهو غارق فى دمائه وحوله رجال البوليس، أما فى التصوير فبدأت بكيفية ارتكاب الجريمة، وأشار الرشيدى إلى أنه تم تصوير الأحداث فى أماكن واقعية، فمثلا تم تصوير كل مشاهد «المحاكمة»، التى ترافعت فيها «جومانة مراد»، واستمر التصوير فى محكمة جنوبالقاهرة لمدة ثلاثة أيام، وبالرغم من ارتفاع درجة حرارة الجو وعدم وجود أجهزة تكييف بالمحكمة. وأشار الرشيدى إلى ارتفاع إيجار المحكمة التى يتجاوز بكثير تكلفة بناء ديكور محكمة، ولكنه حرص على تقديم صورة من الواقع.وقال إنه راعى منذ الحلقة الأولى أن يكون كل حلقة بها سر ليجذب الناس.