في بوادر خلاف جديد بين إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وحكومة إسرائيل اليمينية بزعامة بنيامين نيتانياهو ، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية يوم الجمعة في تقرير لها النقاب عن أن إدارة أوباما تدرس احتمال اتخاذ بعض الإجراءات ضد إسرائيل ، بما فيها تجميد المساعدات العسكرية الأمريكية لها ، وذلك في حالة إقدام تل أبيب على مهاجمة إيران رغم معارضة واشنطن لذلك. وقالت الصحيفة في تقريرها إن أوباما سيطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي نيتانياهو خلال اجتماعهما في البيت الأبيض الشهر المقبل بعدم مهاجمة إيران طالما استمر المجهود الأمريكي لطي ملف البرنامج النووي الإيراني دبلوماسيا. يأتي هذا التقرير في الوقت الذي حذرت فيه وزيرة الخارجية الأمريكي هيلاري كلينتون إسرائيل أيضا من أن تل أبيب يمكن أن "تخسر دعم دول عربية ضد إيران إذا لم تحقق تقدما في عملية السلام مع الفلسطينيين". وتأتي تصريحات هيلاري ردا على استبعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي تولى السلطة في أول أبريل الماضي لأي خيار لحل قائم على دولتين ، ولم يبد اهتماما كبيرا بإجراء محادثات مع الفلسطينيين. وقالت هيلاري كلينتون أمام لجنة في مجلس النواب الأمريكي : "إذا أرادت إسرائيل أن تحصل على دعم قوي تبحث عنه ضد إيران ، فإنه لا يمكنها أن تبقى بعيدة عن الفلسطينيين وعن جهود السلام" ، وأضافت أن "الأمرين متلازمان". وأوضحت أن الدول العربية تريد "فعلا تبني موقفا على أكبر قدر ممكن من الحزم حيال إيران" ، موضحة أن هذه البلدان "تعتقد بأن إرادة إسرائيل في استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية تعزز قدرتها على معالجة مسألة إيران". وتابعت هيلاري قائلة إن دولا عربية عديدة قالت إنه في حالة تحقيق تقدم فستكون هناك سلسلة من مواقف الدعم التي تعزز رد المنطقة على إيران". على صعيد متصل ، ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية يوم الجمعة أيضا أن نيتانياهو سيستكمل من الآن وحتى لقائه المزمع مع الرئيس الأمريكي صياغة خطته السياسية الجديدة بعد طرحها على حكومته. وأشارت إلى أن الخطة ستعتمد على الأرجح صيغة توفيقية تقضي بقبول مبدأ حل الدولتين "دولة إسرائيل وإلى جانبها دولة فلسطينية" ، إلى جانب فرض بعض القيود والشروط الأمنية على الجانب الفلسطيني. وسيعتني بصياغة الخطة فريق يتألف من رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي عوزي أراد ورئيس دائرة الإعلام بديوان رئاسة الحكومة إلى جانب ممثلين يختارهما وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن إجراءات صياغة الخطة السياسية الجديدة التي يعكف ديوان رئاسة الوزراء على إعدادها ستنتهي خلال الأيام المقبلة تمهيدا لقيام نيتانياهو بعرضها على أوباما خلال اجتماعهما المقبل. وقالت الإذاعة إنه - حسب هذه الخطة - تطالب إسرائيل الجانب الفلسطيني بقبول مبدأ "يهودية" دولة إسرائيل مقابل أن تعترف بدولة فلسطينية ، بالإضافة إلى رفض عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى داخل "الأراضي الإسرائيلية" ، حسبما ذكرت الإذاعة. كما ترفض إسرائيل حسب الخطة وجود جيش فلسطيني وتطالب بحماية مصالحها التستراتيجية الخاصة بموارد المياه في الأراضي الفلسطينية.