أجمعت وسائل إعلام أمريكية على اعتبار إعلان جماعة الإخوان المسلمين مشاركتها فى الانتخابات التشريعية الشهر المقبل بمثابة تحد للرئيس حسنى مبارك، وفى نفس الوقت صفعة على وجه محمد البرادعى، الذى يقود حملة لمقاطعة الانتخابات، مشددة على أن هذا الإعلان يمثل تجسيدا لانقسام المعارضة المصرية. صحيفة «وول ستريت جورنال» قالت أمس إن هذه الخطوة تمثل تحديا لنظام الرئيس مبارك، الذى يسعى لمنع الجماعة من المشاركة فى الانتخابات، مضيفة أن الجماعة بهذه الخطوة وجهت صفعة قوية للحملة التى يقودها البرادعى من أجل مقاطعة الانتخابات، التى يشكك فى نزهتها. وكان البرادعى قد دعا المعارضة إلى المقاطعة الشاملة للانتخابات، قائلا ان المقاطعة سترفع الشرعية عن النظام الحاكم أمام العالم. وبعد إعلان الإخوان منافستهم على 30% من مقاعد البرلمان، قال البرادعى على موقع «تويتر» أمس الأول إن المشاركة ستمنح الشرعية لنظام مبارك، مضيفا: «كلنا يعرف أن هذه الانتخابات مزيفة، والسؤال الذى يجب ان نسأله لانفسنا هو: هل نقاطع هذا التزييف ام نصبح جزءا منه». «لوس أنجلوس تايمز» هى الأخرى، رأت أن «دعوات المقاطعة التى أطلقها البرادعى تلقت صفعة قوية بإعلان الإخوان مشاركتهم فى الانتخابات». ومضت قائلة إن «المشاركة فى انتخابات يراها كثيرون فى صالح الحزب الوطنى، تعد أحدث مؤشر على الانقسامات والخلافات بين جماعات المعارضة التى تعثرت لسنوات بسبب أجنداتها المتضاربة». وذهبت الصحيفة إلى أن «إعلان الجماعة (المشاركة) قضى على أى أمل لتوحيد المعارضة المصرية على المقاطعة»، مضيفة أن الجماعة، وفقا لآراء محللين، «لديها أهداف ودوافع خاصة بها». بشىء من التفصيل ركز «راديو صوت أمريكا» على تلك الدوافع بنقله عن أستاذ العلوم السياسية فى الجامعة الأمريكية فى القاهرة سعيد صادق القول إن الجماعة «لديها أجندتها الخاصة.. فأفكارها عن الديمقراطية مختلفة عن غالبية الأحزاب فى مصر؛ لذا فمن غير المتوقع أن يأخذوا صف البرادعى لفترة طويلة». وختم صادق بأن إعلان المشاركة (من جانب الإخوان) يصيب البرادعى بالإحباط لأنه أعتقد أنهم حلفاؤه الذين تبنوا مطالبه الإصلاحية السبعة». وبدوره، وصف «صوت أمريكا» إعلان الإخوان بأنه «صفعة على وجه البرادعى».